للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من صيد البر والبحر» (١).

والأولى أولى؛ لأنه يروى عن عمر بن الخطاب (٢)، ولأنه طائرٌ لا يعيش إلا في البر، فهو كسائر طيور البر. (٣)

قال أحمد في رواية حنبل (٤): «إذا صاد الجراد تصدق عن كل جرادةٍ بتمرة» (٥)، قاله ابن عمر ذكره في سنن سعيد (٦)، وعن ابن عباس : «يتصدق بقبضةٍ من طعام» (٧)، وقال عمر: «في الجراد


(١) لم أجده في المطبوع من سنن الأثرم، وهو بهذا السند والرواية في المحلى ٧/ ٢٣١.
(٢) أخرج معناه ابن أبي شيبة في مصنفه ٣/ ٤٢٥، عن محمد بن فضيل عن يزيد بن إبراهيم عن كعب الأحبار «أنه مرت به جرادة فضربها بسوطه، فأخذها فشواها، فقالوا له، فقال: هذا خطأ، وأنا أحكم على نفسي في هذا درهمًا، فأتى عمر فقال: وإنكم أهلَ حمص أكثر شيء دراهم، تمرة خير من جرادة»، ورجاله ثقات وفيه انقطاع، فيزيد لم يدرك كعبًا. ينظر: جامع التحصيل ١/ ٣٠٠، كما رواه بسند آخر عن أبي معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عمر قال: «بمثله أو نحوه»، وإسناده ثقات، فأبو معاوية هو محمد بن خازم، وباقي رجاله سبق توثيقهم، كما أخرج الأثر بمعنى ما ذكره المصنف مالك في موطئه ١/ ٤١٦ عن زيد بن أسلم مولى عمر.
(٣) ما قرره المصنف في الرواية الأولى من ضمان الجراد هو المذهب. ينظر: الكافي ٢/ ٣٦٦، وشرح العمدة ٥/ ٤٣، والفروع ٥/ ٥٠٩، والإنصاف ٨/ ٣١٩، وكشاف القناع ٦/ ١٥٨.
(٤) حنبل هو: أبو علي ابن إسحاق الشيباني (ت ٢٧٣ هـ)، ثقة ثبت، وهو ابن عم الإمام أحمد، سمع منه ومن أبي نعيم الفضل بن دكين، وأبي غسان مالك بن اسماعيل، قال أبو بكر الخلال: «جاء حنبل عن أحمد بمسائل أجاد فيها الرواية وأغرب بغير شيء، وإذا نظرت في مسائله شبهتها في حسنها وإشباعها وجودتها بمسائل الأثرم». ينظر: طبقات الحنابلة ١/ ٣٨٣، وتاريخ بغداد ٨/ ٢٨٧، والمقصد الأرشد ١/ ٣٦٥.
(٥) ينظر: الروايتين والوجهين ١/ ٣٠٠.
(٦) لم أجده في سنن سعيد بن منصور، والأثر أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ٣/ ٤٢٥، عن عبد الوهاب الثقفي عن سفيان عن علي بن عبد الله البارقي، ورجال إسناده ثقات، فعبد الوهاب هو ابن عبد المجيد الثقفي ثقة، وسفيان هو الثوري الإمام، وعلي البارقي ثقة أيضًا.
(٧) أخرجه الشافعي في الأم ٢/ ٢٩٦، عن سعيد عن بكير بن عبد الله بن الأشج قال سمعت القاسم بن محمد وذكره، ورجال إسناد ثقات، فسعيد هو: ابن سالم القداح صدوق مقبول الحديث، وبكير بن عبد الله بن الأشج هو مولى بني مخزوم ثقة، والقاسم هو الإمام الفقيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>