المجلد الثانى، وأما المجلد الثالث فله فهرسه الخاص به. أما الكتب المجهولة المؤلف والتاريخ، فسوف نذكرها فى فهرست فى نهاية الكتاب كله.
وقد كان من الممكن أن يخرج هذا الكتاب فى صورة أحسن وأكمل، لو أتيحت لى فرصة الحصول على مساعدات مالية، فجل رحلاتى العديدة فى أنحاء أوروبا، وإلى شمال أفريقيا، وكذلك إلى الشرق الأدنى والأوسط، حتى إلى الهند، أنفقت عليها من مالى الخاص، وكذلك ما تكلفته للعديد ممن ساعدونى، وما دفعته ثمنا للمراجع والفهارس، وتصوير المخطوطات، واستخراج المقالات من المجلات العلمية. وقبل سنوات رصدت هيئة «اليونسكو» مبلغا لتساعد فى إخراج كتاب «بروكلمان» إخراجا جديدا، ولكن اللجنة المكونة لهذا الغرض، أرجأت البت فى هذا الموضوع حتى تبحث ما إذا كان عملى هذا يمكن أن تشمله هذه المساعدة أم لا، ولكن الموضوع كان يؤجل ويؤجل. ولعل السبب الحقيقى لهذا التأجيل، أنهم رأوا وجوب اشتراك مجموعة من العلماء فى عمل كهذا، يقوم كل واحد منهم ببحث مجال بعينه من مجالات المخطوطات العربية، ولا جدال أن إنسانا واحدا لا يستطيع أن يمتلك زمام كل مجالات التراث العربى، ولكنى رأيت بنفسى تعذر إمكانية اشتراك مجموعة من العلماء. وفوق ذلك فإن اقتناعى يزداد كل يوم، بأن دراسة التراث العربى لم تتقدم بعد تقدما كافيا. يتيح لنا الاتفاق على زمن نشأة فروع العلوم العربية المختلفة، التى تبحث فى هذا الكتاب، وهذا الاتفاق هو الشرط الأساسى للقيام بعمل جماعى كهذا، وربما يطول انتظارنا حتى يمكن تحقيق مثل هذا العمل الجماعى. فلا بد- أولا- من تكرار جهود عدد من العلماء، يبحث كل واحد منهم- على حدة- المواد الجديدة، ويجمع الدراسات الحديثة.
وبدلا من الاستمرار فى سرد الصعوبات، أود أولا أن أتحدث سعيدا شاكرا عن المساعدات الحقيقية التى قدمت لى: فإذا كنت قد استطعت أن أستمر فى عملى لإخراج هذا الكتاب، فإن الفضل الأول فى ذلك يرجع إلى الأستاذ «هارتنر prof.hartner «الأستاذ بجامعة فرانكفورت، فقد بادر إلى مساعدتى- فأمن وجودى عند ما اضطررت- لأسباب سياسية- إلى الخروج من معهدى، ثم من وطنى سنة ١٩٦٠ م. وكان الأستاذ «هارتنر» هو الذى هيأ لى أن أتفرغ سنوات عديدة للعمل فى معهده فى هذا الكتاب، وكان بجوارى كلما اعترضتنى عقبة. ولا تكفى هنا مجرد كلمات تقال عما أفادنى به- وهو العالم المتخصص فى تاريخ العلوم الطبيعية- فقد كان لى نعم السند، وبخاصة فيما يتعلق بآرائه كمتخصص فى علوم