هو أبو الحسن على بن إسماعيل بن إسحاق الأشعرى، ولد فى البصرة سنة ٢٦٠ هـ/ ٨٧٤ م، ونحن لا نعرف الكثير عن حياته، كان تلميذا للجبّائى المعتزلى، يقال إنه عند ما بلغ أربعين عاما تحول إلى مذهب أهل السنة، وذلك بسبب نزاع بين شيخه وبين المعتزلة. ولقد استطاع التغلب على اعتراض علماء المسلمين القدامى عن الجدل حول العقيدة ورد على المعتزلة وطوائف الغلاة الأخرى، وهذا هو جهده الذى نال به مكانته. وكان الأشعرى فى الحقيقة وسطا بين المعتزلة وأحمد بن حنبل، ومع ذلك فلا ينطبق هذا بالضرورة على كل تعاليمه. وقد كانت فى مركز وسيط فى عدد من القضايا: حرية الإرادة (أفعال العباد)، وطبيعة القرآن (٢٦). ويعدّ الأشعرى بحق مؤسس علم الكلام عند أهل السنة، وقد وجدت تعاليمه عند الشافعية تفهما أكثر من غيرهم.
وأخذ أتباعه الباقلانى، وابن فورك، وإمام الحرمين الجوينى، وعلى الأخص الغزّالى آراءه وعلموها غيرهم ونشروها فى كل مكان. وتوفى الأشعرى سنة ٣٢٤ هـ/ ٩٣٥ م (تختلف المصادر فى تاريخ وفاته).
أ- مصادر ترجمته:
الفهرست لابن النديم ١٨١، تاريخ بغداد للخطيب ١١/ ٣٤٦ - ٣٤٧، وهناك ترجمة إنجليزية له أعدها مكارثى: وطبعت فى بيروت ١٩٥٣.
R. J. McCarthy, The Theology of al- Ash'ari, Beirut ١٩٥٣, ١٣٩ - ١٤١
الوفيات لابن خلكان ١/ ٤١١ - ٤١٢، طبقات الشافعية للسبكى ٢/ ٢٤٥ - ٣٠١، الجواهر للقرشى ١/ ٣٥٣، البداية والنهاية لابن كثير ١١/ ١٨٧.شذرات الذهب لابن العماد ٢/ ٣٠٣ - ٣٠٥، دائرة