للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقد كتب معاصر وابن جبير أنه كان يتعهد تفسيره بالتعديل والتهذيب (٧٩). وقد ذكر ياقوت فى الإرشاد (لندن) ٦/ ٤٤٠) أن الطبرى قد سلك طريقين مختلفين فى تفسير ابن عباس (•)، وربما كان الطبرى يعنى تفسير ابن جبير فى الروايات التى جاءت بالإسناد الآتى: / حدثنا ابن حميد قال: «حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمد بن أبى محمد، عن ابن جبير، عن ابن عباس»، ويبدو أن الطبرى لم يستخدم فى هذه الحالة تفسير ابن جبير نفسه، وإنما أخذ نقولا مأخوذة عنه منقولة فى كتاب «المغازى» لمحمد بن إسحاق، ورواياته كانت بطريق التعليق مثل: حدّثت عن محمد بن أبى محمد مولى زيد بن ثابت، عن سعيد ... (٨٠)، وتبين أنه أفاد من هذا التفسير دون أن تكون لديه إجازة بروايته

[٣ - مجاهد]

هو أبو الحجاج، مجاهد بن جبر، المكى. ولد فى مكة المكرمة نحو سنة ٢١ هـ/ ٦٤٢ م. كان أحد تلاميذ ابن العباس المقربين إليه. درس مجاهد أيضا على- على بن أبى طالب وأبىّ بن كعب، وعبد الله بن عمر. ويبدو أنه كان من أوائل أتباع التفسير العقلى للقرآن الكريم، وفى تفسيره كثير من المجاز وتعبيرات المشبهة، وكان بعض تفسيره يؤخذ بتحفظ، وذلك لأن مجاهدا كان يطلب الرأى كثيرا عند علماء النصارى وأحبار اليهود. أما فى مجال الفقه فقد جعل مجاهد «للرأى» أهمية فى إصدار الأحكام. وتوفى فى سنة ١٠٤ هـ/ ٧٢٢ م.

أ- مصادر ترجمته:

الطبقات لابن سعد (بيروت) ٥/ ٤٦٦ - ٤٦٧، المعارف لابن قتيبة ٢٢٧، الفهرست لابن النديم ٣٣، حلية الأولياء لأبى نعيم ٣/ ٢٧٩ - ٣١٠، طبقات الفقهاء للشيرازى ٤٥، الرجال للقيسرانى ٥١٠، الإرشاد لياقوت (لندن) ٦/ ٢٤٢ - ٢٤٣، ميزان الاعتدال للذهبى ٣/ ٩، تذكرة الحفاظ للذهبى ٩٢ - ٩٣،


(٧٩) انظر: الطبقات لابن سعد (بيروت) ٦/ ٢٦٦.
(•) كذا فى الأصل، وعبارة ياقوت نصها: «ذكر فيه من كتب التفسير المصنفة عن ابن عباس خمسة طرق، وعن سعيد بن جبير طريقين ... » إرشاد الأريب (القاهرة) ١٨/ ٦٤ (المترجم).
(٨٠) انظر: تفسير الطبرى (شاكر) ٢/ ١١٢ رقم ١٠٢١، انظر أيضا ص ٢٦٦ رقم ١٣٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>