وبعد عرض المصادر العامة للبخارى ثم المصادر اللغوية اتجهت دراساتنا إلى روايات الصحيح نفسها التى انتقلت إلى الأجيال التالية. إن كتاب البخارى من وجهة نظر أصحاب الروايات كان موضوع دراسة ممتعة. هناك أسباب عديدة للاعتقاد بأن بعض الصعوبات فى النص المنسوب إلى رواية الفربرى كانت موضع عناية، على الرغم من فروق النسخ فى القراءات المختلفة. ولا بد من القول بأن هذه الرواية اختيار مرجوح فى المقام الأول. وهناك أيضا رواية النّسفى، ونعرف امتيازها عن طريق الأقسام المختلفة التى وصلت إلينا منها فى الشروح. وعلى الرغم من كل هذه الجهود فإنه من غير الممكن أن نصل إلى نسخة من الجامع الصحيح تقوم على هذه الرواية. فإذا ما توصّلنا إلى نسخة منها، فإنّا على ثقة من أن المشكلات الموجودة فى النص المباح لصحيح البخارى أو بعضها على أقل تقدير يمكن أن تتضح. إن هذه الدراسة الهادفة إلى بحث مصادر البخارى، ولا تهدف بالضرورة إلى إيجاد الصيغة النهائية للقضايا، هى موضع البحث، ويمكن اعتبارها محاولة لطرح القضايا وللبحث عن حلول لها.»