للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أولا- أهل السنة (١٣)

لم يعرف العصر الأموى، والمائة والخمسين عاما الأولى من العصر العباسى مدونة رسمية معترفا بها فى علم العقائد. فكثير من الفقهاء والمتحدثين والمتصوفة وغيرهم حاولوا أن يصوغوا أساس عقيدتهم فى أبحاثهم الخاصة. وكانوا يطلقون على ذلك غالبا اسم «العقيدة» أو «التوحيد» أو «الأصل» أو «الإيمان»، أو يصفونه بأنه «مقدمة فى أصول الدين»، أو أنه «الفقه الأكبر»، وما أشبه ذلك، وكانوا يحتفظون فى هذا بالشكل الذى اتخذته كتابات القرن الأول الهجرى، التى غالبا ما كانت ردودا. ولقد اعترف بهذه الأسس العقيدية كل من أبى الحسن الأشعرى (المتوفى ٣٢٤ هـ/ ٩٣٥ م) فى مركز الخلافة، وأبى منصور الماتريدى/ (المتوفى ٣٣٣ هـ/ ٩٤٤ م) فى أواسط آسيا، وكان هذا فى أوائل القرن الرابع الهجرى (١٤) فأصبحت ملزمة لأهل السنة. وقد وجدت تعاليم الأشعرية أتباعا كثيرين بين الشافعية فى حين فضل الحنفية التعاليم الماتريدية. أما الحنابلة فقد ظلوا محتفظين بتعاليم مؤسس مذهبهم.

[١ - عكاشة الكرمانى]

هو محمد بن عكاشة الكرمانى، ألف رسالة فى العقيدة حوالى سنة ٢٢٥ هـ/ ٨٤٠ م، ولقد جمع فى هذه الرسالة مقولات العقيدة عند كل من سفيان بن عيينة ووكيع بن الجرّاح، وعبد الرزّاق بن همّام.


(١٣) أهل السنة هم السلف الصالح رضوان الله عليهم، وجرى اصطلاح المتكلمين على إطلاق أهل السنة على الأشاعرة والماتريدية، كما يذكر السنة فى مقابل الشيعة.
(١٤) جولد تسهير Goldziher ,Vorlesungen ١١٩:

<<  <  ج: ص:  >  >>