يرتبط أقدم خبر عن نزوع العلماء فى زمن الإسلام إلى جمع الشعر القديم حفظا له من النسيان بجهد الخليفة عمر بن الخطاب أيضا. فيروى أنه كتب إلى المغيرة بن شعبة (المتوفى سنة ٥٠ هـ/ ٦٧٠ م) طالبا إليه أن يسأل الشعراء عما نظموه بعد ظهور الإسلام (انظر الأغانى- طبعة دار الكتب-١٨/ ١٦٤ - ١٦٥). وتم جمع أشعار الأنصار (الأغانى دار الكتب- ٤/ ١٤٠ - ١٤١) فى عهد عمر بن الخطاب. وترجع المحاولات الأولى لجمع أمثال العرب ومثالبهم إلى نفس الفترة أيضا. والواقع أن المصادر تخبرنا عن مجموعات الأمثال بطريقة أفضل مما تخبرنا به عن مجموعات الشعر.
ونرى من واجبنا بغض النظر عن المجموعات الشعرية الأولى التى نعرفها والتى سنتحدث عنها فى القسم الخاص بالشعر أن ننظر فى بعض كتب التراجم التى ألّفت حول الشعراء وفى مجموعات «الأغانى».
لقد ألف حماد الراوية فى أحوال حياة بعض الشعراء الجاهليين كتابا وصل إلينا القسم الأكبر منه عند الطبرى فى تاريخه (١/ ١٠١٦ - ١٠٢٩) وعند أبى الفرج الأصفهانى فى كتاب الأغانى (دار الكتب- ٢/ ١٠٥ - ١٢٧). وقد احتفظ لنا كتاب الأغانى (بولاق) ١٦/ ٧٥ - ٧٦ بمقتبسات هامة من كتاب لأبى عمر المرهبى (عاش فى العصر الأموى) بخطه حول الشاعرين: حاجز الأزدى وثابت قطنة. ونحن نفترض أن المصادر قد احتفظت لنا أيضا بكتب أخرى كثيرة من هذا النوع وبمقتبسات مأخوذة عن