للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثانيا: العصر العباسى (حتى حوالى سنة ٤٣٠ هـ)]

تطورت حركة التأليف فى «المغازى فى القرن الأول الهجرى تطورا سريعا حتى ألفت فى أواخر العصر الأموى وأوائل العصر العباسى مؤلفات جامعة. وأكبر مؤلف جامع فى المغازى نعرفه من العصر الأموى هو كتاب «المغازى» لموسى بن عقبة، وقد اتجه مؤلفو كتب المغازى فى وقت مبكر نسبيا- يصعب علينا الآن تحديد بدايته على نحو دقيق- إلى تناول موضوعات على نحو يشبه تاريخ العالم إلى جانب اهتمامهم بحياة الرسول وغزواته، فأدخلوا أيضا ذكر أخبار عن خلق العالم وعن الأنبياء السابقين. ومن المرجّح أن كتاب «المغازى» لابن إسحاق أهم مثال على ذلك. ويشير الخبر الذى وصل إلينا عند الخطيب البغدادى حول نشأة هذا الكتاب- رغم ما به من خطأ تاريخى- إلى هذه السمة من سمات كتب المغازى. ويقول الخبر بأن المنصور كلف ابن إسحاق بتأليف كتاب فى التاريخ من آدم إلى عصر المنصور. وأن ابن إسحاق/ أراد تنفيذ ذلك، ولكن الكتاب كان ضخما، فاضطر بناء على رغبة الخليفة إلى اختزاله (١٩٥) وقد ألفت فى القرون التالية كتب أخرى فى «المغازى». وتضم الكتب الفقهية الجامعة فصولا خاصة بالمغازى. إلّا أن التأليف فى المغازى- كما اهتم به ابن إسحاق- كان له أثره المباشر بعد ذلك فى كتابة تاريخ العالم، فأصبح عرضا زمنيّا لتاريخ الكون كما هو الحال عند الطبرى وغيره.

[١ - محمد بن إسحاق]

هو أبو عبد الله، محمد بن إسحاق بن يسار، ولد حوالى سنة ٨٥ هـ/ ٧٠٤ م


(١٩٥) انظر: تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ١/ ٢٢١ وأغلب الظن أن فى مضمون الخبر سهوا فى الرواية فقد قيل إن المهدى هو الخليفة الذى أمر بهذا. وهذا غير ممكن من الناحية التاريخية. وقد نبه الخطيب البغدادى إلى هذا الخطأ صراحة، قارن فى هذا ما كتبه يوهان فك فى دراسته عن محمد بن إسحاق:
J.Fuck.M.B.Ishaq ,Frakfurt ,S.٣٣ ,N.٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>