للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والرابع الهجريين. ويبدو أن أبا الحسن بن الكوفى وهو هاو للكتب، مغرم وعالم بها، كان مصدر كثير من الدوافع لذلك. وأعظم كتاب نعرفه منها هو كتاب «الفهرست» لابن النديم وهو لا يضم تصنيفا للعلوم وتراجم للعلماء فحسب، بل نجد فيه كذلك مادة خصبة من مختلف المكتبات. ولم يجد هذا العمل العظيم فى القرون التالية من يكمله ماضيا على نهجه أو ينقحه. فقد أبدلوا هذا الجهد بوضع قوائم لكتب بأعيانها كانوا قد تلقوا حق روايتها وإقرائها، وذلك مثل كتاب «الرجال» للنجاشى (المتوفى ٤٥٠ هـ/ ١٠٥٨ م انظر بروكلمان ملحق ١/ ٥٥٦) أو كتاب «فهرست ابن خير الأشبيلى» (المتوفى سنة ٥٧٥ هـ/ ١١٧٩ م، انظر بروكلمان ١/ ٤٩٩).

[١ - ابن الكوفى]

هو أبو الحسن، علي بن محمد بن عبيد بن الزبير* الأسدى المعروف بابن الكوفى، ولد سنة ٢٥٤ هـ/ ٨٦٨ م فى الكوفة، وتتلمذ على ثعلب. كان من جماعى الكتب وأرباب الهوى فيها، جمع مكتبة كبيرة حافلة، تفرقت بعض مجلداتها فى العالم وكانت موجودة فى عصر القفطى، وياقوت. ويقال بأن ولعه بالكتب لم يدع له لتأليف الكتب إلّا وقتا قليلا. غير أن ابن النديم ذكر له ص ٧٩: كتابا فى «معانى الشعر واختلاف العلماء»، و «كتاب القلائد والفرائض فى اللغة والشعر». وقد اطلع ياقوت الحموى على نسخة بخط المؤلف من كتاب «الهمز» من تأليفه واعتمد عليه ابن النديم فى الفهرست فى مقالات مختلفة ولا سيما فيما يتعلق بالمؤرخين واللغويين الكوفيين (انظر الصفحات ٤، ٥٢، ٥٨، ٦٦، ٦٨، ٦٩، ٧٠، ٧١، ٧٢، ٧٤، ٧٨، ٨٩، ٩٥، ٩٦، ١٠٠، ١٠١ - ١٠٤، ١٠٧، ١٠٨ .. الخ، ١١١، ١١٢، ١٤١، ١٥٨) غير أنه من الصعب أن نعرف ما إذا كان ابن النديم قد نقل من كتبه المذكورة، أو استفاد من الملاحظات المختلفة/ المدونة على هامش كتب فى مكتبته الضخمة التى خلّفها، أو أن ابن النديم استخدم كراسا أو أكثر كانت به ملاحظات حول الكتب أو أنه- استخدم فهرسا لمكتبة ذلك الهاوى. فابن النديم يأخذ القائمة الطويلة

<<  <  ج: ص:  >  >>