أبدعت النفس الحد الجسمانى الأول (- الأرض والكواكب) والحد الجسمانى سلبى ويعتبر صورة جسمانية للأشكال التى توجد أمثالها الروحانية فى العقل. والى جانب هذا يوجد شيئان ضروريان وأصليان، هما المكان والزمن. إن اتحاد عمل الحدود الخمسة المذكورة يسبب تحرك الأكوان والعناصر. ويتضح ظهور الانسان من ضرورة اكتساب النفس للمعرفة الكاملة كى تسمو إلى طبيعة العقل، فاذا ما وصلت إلى هذا الهدف، تنتهى كل حركة. واكتساب المعرفة طريق الهداية، ولا يتحقق هذا الّا عن طريق الحد الجسمانى المماثل للحد الروحانى الأول، وهم الأنبياء ومن يحل محلهم من الأئمة على الأرض، فهم يمثلون «العقل الروحانى» ويطلق على مقابل «العقل» من الحدود الجسمانية «الناطق»، وعلى مقابل «النفس» «أساس»، والناطق، هو النبى الذى يعلن الوحى، و «الأساس هو من يوضح بالتأويل الباطن». أما الحدود التالية «للناطق» و «الأساس» فهى «الإمام» و «الحجة» الذى يأتى بالدليل على الرسالة الإلهية للأساس، و «الداعى». وكان محمد «ناطقا» وكان «أساسه عليا» (انظر: إيوار Huart فى دائرة المعارف الإسلامية- الطبعة الأوربية الأولى ص ٥٨٩ - ٥٩٠