للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ج- فقه الإسماعيلية

الإسماعيلية فرقة من فرق الشيعة تنسب لإسماعيل أكبر أبناء جعفر الصادق (المتوفى ١٤٨ هـ/ ٧٦٥ م)، وجعفر هو الإمام السادس، وكان قد أوصى بالإمامة لابنه موسى الكاظم، ولم يوص بها لإسماعيل الذى توفى نحو سنة ١٤٣ هـ/ ٧٦٠ م./ وقد رفض قسم من الشيعة الاعتراف بإمامة موسى الكاظم ونقلوا الإمامة إلى إسماعيل. ولم يبدأ دور الإسماعيلية فى التاريخ إلّا فى القرن الثالث الهجرى. وفى أواخر القرن الثالث كان تنظيم الإسماعيلية قد اكتمل فأصبح لها أتباع فى إيران والشام والمغرب. وبغض النظر عن تتابع الأئمة فى رأى الإسماعيلية فإنه ليس لدينا شيء مؤكد حول تاريخهم فى المائة والخمسين عاما الأولى بعد قيام مذهبهم. فأقدم الكتب الإسماعيلية التى وصلت إلينا إنما ألفت فى أوائل القرن الرابع الهجرى. أما عمدة كتب الإسماعيلية فى الفقه فهو كتاب «دعائم الإسلام» للقاضى النعمان المتوفى سنة ٣٦٣ هـ/ ٩٧٤ م. (٢٥٣).


(٢٥٣) فى عقيدة الاسماعيلية: الله منزه عن الصفات لا تدركه الأبصار والأفكار، ثم خلق العالم لا منه مباشرة بل «بأمر» منه، فخلق «العقل» الذى يحمل كل صفات الذات الإلهية، والعقل هو الصورة الخارجية التى يظهر فيها الله. العلم جوهر صفات العقل، وعن العقل خلقت النفس، ولما كانت النفس من ناحية المعرفة غير كاملة، كان لزاما عليها أن تنزع نحو تحقيق الكمال، وبهذا تنشأ حركة معينة تقابل حركة الفيض.
أبدعت النفس الحد الجسمانى الأول (- الأرض والكواكب) والحد الجسمانى سلبى ويعتبر صورة جسمانية للأشكال التى توجد أمثالها الروحانية فى العقل.
والى جانب هذا يوجد شيئان ضروريان وأصليان، هما المكان والزمن. إن اتحاد عمل الحدود الخمسة المذكورة يسبب تحرك الأكوان والعناصر. ويتضح ظهور الانسان من ضرورة اكتساب النفس للمعرفة الكاملة كى تسمو إلى طبيعة العقل، فاذا ما وصلت إلى هذا الهدف، تنتهى كل حركة. واكتساب المعرفة طريق الهداية، ولا يتحقق هذا الّا عن طريق الحد الجسمانى المماثل للحد الروحانى الأول، وهم الأنبياء ومن يحل محلهم من الأئمة على الأرض، فهم يمثلون «العقل الروحانى» ويطلق على مقابل «العقل» من الحدود الجسمانية «الناطق»، وعلى مقابل «النفس» «أساس»، والناطق، هو النبى الذى يعلن الوحى، و «الأساس هو من يوضح بالتأويل الباطن». أما الحدود التالية «للناطق» و «الأساس» فهى «الإمام» و «الحجة» الذى يأتى بالدليل على الرسالة الإلهية للأساس، و «الداعى». وكان محمد «ناطقا» وكان «أساسه عليا» (انظر: إيوار Huart فى دائرة المعارف الإسلامية- الطبعة الأوربية الأولى ص ٥٨٩ - ٥٩٠

<<  <  ج: ص:  >  >>