الإباضيّة فرقة من فرق الخوارج، انقسمت عليهم لاختلافها معهم فى فهم بعض القضايا العقيدية. ومؤسس الاباضية هو عبد الله بن إباض المرّى التميمى. وقد عاش ابن إباض فى النصف الثانى من القرن الأول الهجرى. ولم يشترك فى ثورات الخوارج على الأمويين اللهم إلا فى ثورة قامت فى أواخر حكم مروان الثانى (١٢٧ هـ/ ٧٤٤ م- ١٣٢ هـ/ ٧٤٩ م). وعند ما أخمدت ثورتهم فى جزيرة العرب امتدت حركتهم إلى المغرب حيث توجد مجموعات كثيرة من الإباضية فى المغرب العربى إلى اليوم. يعترف الإباضية بأبى بكر وبعمر فقط من الخلفاء الراشدين، ولا يجدون الثأر لقتل عثمان أمرا ضروريا.
ويختلف الإباضية عن جمهور الخوارج فى أن الإباضية يرفضون الاغتيال السياسى وهو ما يسمى عندهم بالاستعراض. ويقوم التشريع عند الإباضية على القرآن والحديث، ثم على الرأى بدلا من الإجماع والقياس.
ولا نعرف اليوم أقدم كتب الإباضية فى العقيدة، بل إن ابن النديم ١٨٢ لم يعرفها ولم تكن فى متناول يده. وقد وصلت إلينا رسالتان دينيتان عقيديتان لعبد الله بن إباض كتبهما إلى الخليفة عبد الملك بن مروان، ذكرهما البرّادي فى «كتاب الجواهر» (انظر الترجمة الألمانية بقلم ساخاو Sachau فى MSOSII ٢ ,S.٥٢ ff وكذلك ما كتبه موتيلينسكى A.De Motylinsky فى دائرة المعارف الإسلامية الطبعة الأوربية الأولى ١/ ٢٦). وأقدم كتاب إباضى وصل إلينا هو «كتاب الآثار» لربيع بن حبيب، وهو كتاب لا بد أنه من مؤلفات منتصف القرن الثانى الهجرى. وفيما يلى أهم المراجع الخاصة بالإباضية:
كتب موتيلينسكى فى دائرة المعارف الإسلامية- الطبعة الأوربية الأولى.