للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ج- فقه الشافعية

[١ - الشافعى]

هو أبو عبد الله، محمد بن إدريس بن العباس، الشافعى، أصله من قبيلة قريش ويمت بصلة القرابة إلى النبى صلّى الله عليه وسلم، وأمه من بنى أزد. ولد فى غزة (وقيل فى عسقلان أو منى أو اليمن) سنة ١٥٠ هـ/ ٧٦٧ م. ويقال إنه ولد فى اليوم الذى توفى فيه أبو حنيفة. جاء إلى مكة مع أمهعند ما كان فى الثانية من عمره، ونشأ بها فقيرا. وكان يتردد وهو غلام على البدو ليسمع ويتعلم العربية الخالصة، وأشعار العرب. ويقال إنه نجح فى إتقان اللغة والشعر أثناء إقامته فى مكة حتى أن العالم اللغوى الأصمعى سمع منه «ديوان الهذليّين» و «ديوان الشّنفرى». ودرس فى مكة على مسلم بن خالد الزنجى (المتوفى ١٧٩ هـ/ ٧٩٥ م)، وسفيان بن عيينة (المتوفى ١٩٥ هـ/ ٨١١ م) الفقه والحديث، كما حفظ «موطأ» مالك.

ولما بلغ العشرين من عمره رحل إلى مالك بالمدينة، وقرأ عليه الموطأ، الأمر الذى جعل مالك يتعجب لقراءته عليه من ذاكرته، فأبقاه عنده، وظل بالمدينة عند مالك حتى سنة وفاته ١٧٩ هـ/ ٧٩٥ م ثم رحل مع عمه أبى مصعب إلى اليمن، حيث اكتسب هناك شهرة كبيرة لسلوكه الطيب ومعارفه الواسعة، وبايع الإمام الزيدى يحيى ابن عبد الله (١٧٤) فقبض عليه مع غيره وأحضروه إلى الخليفة هارون الرشيد بالرقّة حيث بقى الرشيد بضع سنوات معتزلا بسبب الاضطرابات فى بغداد، ثم قدم الشافعى إليه وعفى عنه، وتعرف بمحمد بن الحسن الشيبانى المشهور الذى كانت له


(١٧٤) انظر: فان أرندونك
C. van Arendonk, De Opkomstvanhet Zaidietische Imamaat ٦٠, ٢٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>