للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لدينا من أوائل العصر العباسى نصوص تتناول أقوال الزهاد وأفعالهم أكثر مما وصل إلينا عن العصر الأموى. وقد اهتم بالتدوين فى هذا الموضوع فى المقام الأول- عدد من المحدّثين، كان أكثرهم زهادا. وقد احتفظ لنا أبو نعيم بطائفة من هذه العبارات. واهتم المحدثون كذلك بجمع معلومات حول هذا الموضوع فى وقت مبكر.

وهكذا تضمنت أقدم كتب الحديث المبوبة وفق الموضوعات فصولا فى الزهد، ويضم أقدم كتاب فى الحديث من العصر العباسى وصل إلينا كاملا، وهو «جامع» معمر بن راشد (المتوفى ١٥٣ هـ/ ٧٧٠ م) فصولا فى الزهد، هى: «زهد الأنبياء»، «زهد أصحاب النبى» و «حلق القفا والزهد» و «وصية عمر بن الخطاب». (٧٧) /

كما ألف المحدثون فى نفس الفترة كتبا فى الزهد. وأقدم كتاب نعرفه هو «كتاب الزهد» لثابت بن دينار الكوفى (المتوفى ١٥٠ هـ/ ٧٦٧ م)، وهو محدّث شيعى ومفسر وفقيه (٧٨). وأقدم كتاب وصل إلينا من تلك الفترة هو «كتاب الزهد» لعبد الله بن المبارك (المتوفى ١٨١ هـ/ ٧٩٧ م- انظر ترجمته فى باب الحديث تحت رقم ١٣).

وابتداء من القرن الثالث الهجرى أخذت مكتبة الزهد- بالمعنى الحقيقى للكلمة- تتكون، واستمر كذلك ما كان المحدثون وأهل التقى والورع قد اهتموا به من قبل.

[١ - المعافى بن عمران]

هو أبو مسعود المعافى بن عمران الأزدى، كان زاهدا ومحدثا وأديبا. درس على سفيان الثورى، وتوفى سنة ١٨٥ هـ/ ٨٠١ م.

أ- مصادر ترجمته:

الجرح والتعديل لابن أبى حاتم ٤/ ١/ ٣٩٩، الفهرست لابن النديم ١٨٤، ٢٢٥، حلية الأولياء لأبى


(٧٧) جامع معمر بن راشد فى مجلة T چrkiyat ,Mecm.١٢ /١٩٥٥ /١٣٢ ,١٣٣ ,١٣٤.:
(٧٨) الفهرست للطوسى (كلكتا) ٦٦ - ٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>