للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مقدمة]

طبقا للرأى الذى ذهبنا إليه فى هذا الكتاب بالنسبة إلى تطور التأليف فى فروع التراث العربى الأخرى (والذى بحسبه مثلا أن الكتاب الأثرى الذى ألفه سيبويه فى النحو لا بد أنه سبقته كتب أخرى مهدت له، وأن كتب المؤرخين الكبيرة فى نفس الفترة مثل كتب ابن إسحاق وسيف بن عمر هى جمع لكتب سابقة عليها، وأن تفاسير كثيرة للقرآن الكريم فى القرن الأول الهجرى قد دخلت فى المؤلفات التى ظهرت بعد ذلك)، يجب أيضا أن نعدّ كتب الفقه الضخمة التى ألفت فى القرن الثانى الهجرى نتيجة تطور مواز وثمة معلومات عن منهج علماء الفقه المبكرين وعن ترتيبهم الزمنى وتوزيعهم المكانى وصلت إلينا فى كتب طبقات الفقهاء وأدب القضاء وأخبار القضاة. ولكى نرسم صورة لتطور حركة التأليف فى هذا الميدان فإن علينا أن نبحث بأنفسنا- إلى جانب ما جاء به ابن النديم من أخبار قليلة عن نقاط هامة (بمثابة دعائم) نستخلصها من هنا ومن هناك فما نعرضه هنا من بيان ليس مستوعبا، كما أننا لا نهدف إلى استيفائه. وإنما غرضنا أن نقدم إلمامة بكتب الفقه التى سبقت الجوامع المعروفة لنا، المؤلفة فى القرن الثانى للهجرة تشير الدراسات الحديثة إلى خبر لهشام بن عروة يقول بأن كثيرا من كتب الفقه كانت فى حوزة أبيه عروة بن الزبير يوم الحرّة (•) (٢٦، أو ٢٧ من ذى الحجة سنة ٦٣ هـ، الموافق ٢٦/ ٨/ ٦٨٣ م)، وأنها احترقت كلها وأنه حزن لذلك حزنا شديدا (طبقات ابن سعد ٥/ ١٣٣).

وقد أكد كثيرون أن هذا الخبر ليس بذى قيمة كبيرة، فلم يكن من الممكن أن تكون هذه «كتبا» بمعنى الكلمة، وهى لا يمكن أن تكون أكثر من أوراق غير منتظمة دوّنت فيها أشياء (انظر ما كتبه جولد تسيهر فى دائرة المعارف الإسلامية- الطبعة الأوربية الأولى-


(•) انظر فلهاوزن فى كتابه «الدولة العربية Wellhausen ,Dasarabiscbe Reich ٩٨: «

<<  <  ج: ص:  >  >>