[الفصل الرابع تدوين التاريخ العام وتاريخ الدولة الإسلامية]
[أولا: حركة التأليف فى العصر الأموى]
يكاد يكون اهتمام المسلمين بضرب من التأليف فى تاريخ العالم، وإن كان فى صورة بدائية، قديما تقريبا مثل اهتمامهم بتفسير القرآن وبحياة الرسول وأفعاله.
وكانت معارف من أسلم من اليهود، مثل عبد الله بن سلام وكعب الأحبار تتخذ وسيلة لبيان الإيجاز فى القصص القرآنى حول خلق العالم وحول تاريخ الأنبياء قبل محمد صلّى الله عليه وسلم. وقد وصل إلينا عدد من كتب هذا الضرب، تنسب إلى عبد الله ابن سلام، وكعب الأحبار. ورغم أن أصالتها موضع نظر، إلا أننا نجد فى أقدم التفاسير التى وصلت إلينا وفى كتب المغازى عددا كبيرا من الآراء التى رويت عنهم. وكان كعب نفسه صاحب كتب عرفها العلماء الأوائل (انظر: الإكليل للهمدانى ١/ ٢٣)، ويبدو أنه كان، لتنوع معارفه، حجة ومصدرا للمسلمين الأوائل الراغبين فى مزيد من المعرفة ومنهم عمر ابن الخطاب. ومن الجيل الثانى بعد كعب، كان وهب بن منبّه صاحب معارف متنوعة مماثلة. وقد وصل إلينا كتاب له بعنوان «كتاب الملوك»، تناول فيه ملوك حمير، وهذا الكتاب أقدم محاولة نعرفها لتدوين تاريخ دولة عربية رغم أن القيمة التاريخية للحوادث التى وصفها قليلة للغاية. وقد روى أن وهبا كان يضم فى كتابه كتب أسلافه، ونص على ذلك (انظر المصدر السابق ص ٢٤٤).
وكانت المرويات حول خلق العالم وحول الأنبياء تكون قسما من تاريخ العالم، وتتضمن الأقسام الأخرى سيرة الرسول محمد وما تلى ذلك من فتوحات. وهناك