للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفرائض والزكاة والديات، والتى دخلت فيما بعد فى مجموعات الحديث (١٣٢)، وروى عبد الله بن عكيم الجهنى- وهو أحد المخضرمين رسالة الرسول إلى قبيلته جهينة (١٣٣).

أما الحارث بن عمرو- الذى ولد فى حياة الرسول صلّى الله عليه وسلم؛ فقد روى رسالة الخليفة عمر إلى أبى موسى الأشعرى. بخصوص أسئلة عن الصلاة (١٣٤).

وسأل التابعى بشير بن نهيك الصحابى أبا هريرة عن جواز روايته باسمه للكتاب الذى نسخه عنه، فوافقه أبو هريرة. قال بشير: «كنت كتبت عن أبى هريرة كتابا، فلما أردت أن أفارقه قلت: يا أبا هريرة، إنّي كتبت عنك كتابا، فأرويه عنك؟ قال نعم» (١٣٥) وقد اشتهر أبو هريرة بقوة ذاكرته، ويبدو مع هذا أنه كان قد أعد للرواية بعض الصحف، كما يتضح من خبر التابعى الذى روى عنه. فقد روى يوما بحضرة أبى هريرة حديثا كان أبو هريرة قد نسيه، وهنا قال له التابعى إنه سمعه منه، فرد أبو هريرة، بأنه إذا كان الأمر كذلك فلا بد أن يكون الحديث مكتوبا لديه ويحكى التابعى بعد هذا: أنه صحب أبا هريرة، حيث شاهد فى بيت أبى هريرة عدة كتب بها أحاديث كثيرة للرسول صلّى الله عليه وسلم وكان الحديث المنشود فيها (١٣٦).

وكثيرا ما نرى فى مصادرنا أنه فى صدر الإسلام لم تكن طرق الرواية قد تحدّدت، فنحن نقرأ فى ذلك العصر عن طريقة «المكاتبة» التى لم تتخذ شكلا ثابتا إلا فى القرنين التاليين فسميت ببساطة: «كتابا»، وهنا منطلق لترجمات خاطئة. ويبدو أن الفرق بينها وبين الوجادة لم يكن واضحا، وغالبا ما رفضها قدامى التابعين. ذكر ابن سعد: «كان سعيد بن جبير يكره كتاب الحديث (١٣٧)»، ولكن يبدو أن استخدام هذه الطريقة لم ينتشر


(١٣٢) الإصابة ٢/ ١٢٦٤.
(١٣٣) (العلل) لابن أبى حاتم ١/ ٥٢، التهذيب لابن حجر ٥/ ٣٢٣.
(١٣٤) طبقات ابن سعد (بيروت) ٥/ ٥٩
(١٣٥) العلل لابن حنبل ١/ ٤٣ وكذلك التهذيب لابن حجر ١/ ٤٧٠
(١٣٦) جامع بيان البيان لابن عبد البر ١/ ٧٤
(١٣٧) طبقات ابن سعد (بيروت) ٦/ ٢٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>