للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كذلك، ولم يذكر منهم صراحة إلا الحسن البصرى مؤلفا للكتب. أما أبو مسلم الخولانى الذى يوصف بأنه حكيم (٧٣) فقد ذكر له «كراس» كان يحفظ فيه معارفه ولكن لم يكن به شعر (٧٤) وأوضح من هذا ما وصل إلينا عن الحسن البصرى ومتأخرى معاصريه، نذكر منهم بصفة خاصة: أبا حازم سلمة بن دينار (المتوفى حوالى سنة ١٤٠ هـ/ ٧٥٧ م) ومالك بن دينار (المتوفى سنة ١٣١ هـ/ ٧٤٨ م). وهناك «صحيفة فى الزهد» وصلت إلينا، ألّفها زين العابدين على بن الحسين (المتوفى ٩٢ هـ/ ٧١٠ م) كما تشهد بذلك المصادر الشيعية القديمة نسبيا (انظر: الكافى للكلينى ٨/ ١٤ - ١٧). وفى الجيل التالى للحسن البصرى وصلت إلينا أقدم أشعار نعرفها فى الزهد ألّفها سابق بن عبد الله البربرى (سيأتى ذكره) وغيره.

وبغض النظر عن رسائل الحسن البصرى فلا نعرف أسماء كتب أخرى ألفها أولئك الصوفية الأوائل، وأغلب الظن أنها كانت/ تتناول ما يطلق عليه «المواعظ»، و «الخطب» و «الوصايا» و «القصص» و «المسائل».

وخصص الجاحظ فى البيان والتبيين (٣/ ١٢٥ - ٢٠٢) فصلا قائما برأسه بعنوان:

«كتاب الزهد» ذكر فيه مختارات من نصوص الزهد من ذلك الوقت المبكر.

وهناك نصوص أخرى كثيرة فى كتب الزهد المتأخرة، مثل «كتاب الزهد»، لعبد الله بن المبارك (المتوفى ١٨١ هـ/ ٧٩٧ م) و «كتاب الزهد» لأحمد بن حنبل. وأكبر مجموعة وصلت إلينا تضم نصوصا من هذا الضرب هى دون شك ما جاء فى كتاب جامع لأبى نعيم الأصفهانى، وهو كتاب: «حلية الأولياء» (٧٥).

***


(٧٣) أبو نعيم: حلية الأولياء ٢/ ١٢٢،
(٧٤) ابن حجر: تهذيب التهذيب ١٠/ ١١١.
(٧٥) انظر فيما يختص بكتب التصوف التى ترجمت قبل القرن الثامن الميلادى إلى اللغة السريانية ودورها فى التصوف الإسلامى المقال الذى كتبه فرانسوا نو:
Francois Nau, Apropos d'un Feuillet d'un manuscrit arabe in: Museon ٤٣/ ١٩٣٠/ ٨٥ - ١١٦, ٢٢١ - ٢٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>