للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد عرفوا المصادر واستطاعوا أن يتعرفوا على أكثر الكتب اعتمادا على الأسماء الواردة فى الأسانيد. ولم يعطونا لذلك إلا إشارات عارضة تأتى فى حالات نادرة للغاية.

ولذا فعلينا أن نجد طريقنا بأنفسنا، كى نتعرف عن طريق الإسناد الوارد فى الكتب على اعتماد المصادر بعضها على بعض، وأن نثبت بعد ذلك بقايا جديدة من كتب صدر الإسلام التى فقد أكثرها، بل لعلنا نستطيع إعادة تكوين بعض هذه المؤلفات على نحو كامل.

وهناك منهج يبدو مناسبا، طبّق فى دراسة لكتاب البخارى (٢٧٠) وفى دراسة أخرى لقسم من تاريخ الطبرى (٢٧١)، وذلك ببحث الكتب على النحو التالى: تجمع كل أسانيد الكتاب الذى نبحث مصادره المباشرة فى جزازات، وترتب هذه الجزازات وفق أسماء أحدث الرواة. ونبحث هذه الاسم الأول المشترك متابعين الأفراد الآخرين المشتركين أيضا فى الإسناد، وآخر هذه الأسماء هو اسم مؤلف المصادر التى اعتمد عليها الكتاب الذى نبحثه.

فإذا كانت أسماء الرواة- على سبيل المثال- لا تتفق إلا فى الاسم الأول ثم تختلف بعد هذا، فهذا الاسم الأول هو اسم مؤلف المصدر المستخدم، ومادته ترجع إلى مصادر مختلفة.

وإذا كانت الأسماء مشتركة حتى الحلقة الثانية أو الثالثة مثلا/ فهذا يعنى أن الأسماء الأولى المشتركة هى أسماء الرواة، وأن الاسم المشترك الأخير السابق للتفرعات هو اسم مؤلف المصدر. فإذا حددنا مصادر كتاب ما نستطيع أيضا أن نبحث مصادر كل مصدر منها بنفس الجزازات بالطريقة نفسها. وقد ثبت فى بحث البخارى أن تسعين فى المائة من مصادره يرجع إلى شيوخه، وأنه نادرا ما استخدم كتبا لمؤلفين سبقوه بجيلين أو ثلاثة. أما


أبى هريرة، وسوى هذا نسخ يطول ذكرها فيجوز لسامعها أن يفرد ما شاء منها بالإسناد المذكور فى أول النسخة لأن ذلك بمنزلة الحديث الواحد المتضمن لحكمين لا تعلق لأحدهما بالآخر فالإسناد هو لكل واحد من الحكمين، ولهذا جاز تقطيع المتن فى بابين: والأكثر على ما تقدم ذكرنا له. (الكفاية للخطيب البغدادى ٢١٤، سزجين: مصادر البخارى ٣٠).
(٢٧٠) انظر ما كتبه سزكين فى كتابه عن مصادر البخارى Sezgin ,Buh.Kayn ..
(٢٧١) انظر:
Sezin, Islam Tarihinin Kaynagiolmakbaki mindanhadisinebe mmiyeti, in: Isl. Tetk. Enst. Derg ٢, ١٩٥٧/ ٣١ - ٣٥

<<  <  ج: ص:  >  >>