للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تسميات الأخماس والأعشار. (١٦) وأقدم كتاب نعرفه فى تقسيم آيات القرآن الكريم هو كتاب «عواشر القرآن» لقتادة (المتوفى ١١٨ هـ/ ٧٣٦ م). (١٧) وإلى هذه الفترة تقريبا ترجع أيضا رسالة لعمرو بن عبيد المعتزلى (٨٠ هـ/ ٦٩٩ م- ١٤٤ هـ/ ٧٦١ م) (١٨) تحت عنوان «أجزاء ثلاثة ومائة وستين».

وفى النصف الثانى من القرن الأول الهجرى كانت هناك مدارس فى القراءات قد نشأت حول بعض التابعين فى المدينة ومكة والكوفة والبصرة. (١٩) ولكنا لا نعرف من المصادر على نحو مباشر أقدم ما دوّن من هذه القراءات، فليست لدينا سوى بضع إشارات تشير إلى علاقات التلاميذ بشيوخهم. وهناك عبارة ترد كثيرا فى تراجم الرجال، نصّها: «أخذ القراءة عنه عرضا» (٢٠)، خلافا لعبارة: «روى القراءة عنه» التى نعرفها فى علم مصطلح الحديث. تدل العبارة الأولى على أن التلميذ قرأ النّص على شيخه، ونحن لا نعلم كيف كان بالضبط ذلك النص المقروء/. ومع هذا يجوز لنا أن نفترض أنه كان نسخة خاصة مضبوطة بالشكل، مما أدى أحيانا إلى التعبير: «له عنه نسخة» (٢١).

وأقدم مصادرنا لمعرفة الاختلافات بين مصاحف عثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وأبى بن كعب، هى فيما يبدو- تفاسير القرن الأول الهجرى. وما وصل إلينا من هذه التفاسير القديمة مدوّن فى تفسير الطبرى وكتاب فضائل القرآن لأبى عبيد القاسم بن سلام يضم أيضا الكثير من هذه القراءات القديمة (٢٢). وربما تتاح لنا يوما ما فهارس بأسماء رواة التفاسير القديمة، وكتب القراءات تمكننا من إعادة تكوين بعض الرسائل التى ألفت فى القرن الأول الهجرى، وتعطى صورة واضحة لبدايات التأليف فى هذا


(١٦) غاية النهاية لابن الجزرى ٢/ ٣٣٦، وبرجشتراسر ٢٥٨.
(١٧) طبقات ابن سعد (طبعة بيروت) ٧/ ٢٧٣.
(١٨) انظر مخطوط تشستربيتى رقم ٣١٦٥ (الأوراق ٣١ - ٤٠، من القرن السابع الهجرى).
(١٩) انظر برجشتراسر ١٦٢ - ١٦٩.
(٢٠) انظر غاية النهاية لابن الجزرى ١/ ٦٠٢ والترجمة رقم ٢٤٥٧، ١/ ٦٠٣، والترجمة تحت رقم ٢٤٦٣.
(٢١) انظر: غاية النهاية لابن الجزرى ١/ ٣٥١، الترجمة رقم ١٥٠٤ وكذلك ١/ ٤٧١، الترجمة رقم ١٩٦٥.
(٢٢) انظر ما كتبه برجشتراسر فى المرجع الألمانى السابق ٥٧ - ٥٩، ٨٢ - ٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>