وتحرص على أن يفيد منه الدارسون فى اللغة الأصلية التى حوى تاريخ تراثها، وكان قد سبق للهيئة المصرية العامة للكتاب بالقاهرة إصدار المجلد الأول من الكتاب، فى جزءين بترجمة الدكتورين فهمى أبو الفضل، ومحمود فهمى حجازى، ثم توقف إصدار الكتاب، لذلك صحت عزيمة الجامعة على ترجمة ونشر المجلدات الخاصة بعلوم القرآن والحديث والفقه والعقيدة والتاريخ والشعر العربى واللغة والنحو والبلاغة والنثر الفنى والعروض والأدب والفلسفة والمنطق وعلم النفس والأخلاق والسياسة والاجتماع. وأسندت إعادة ترجمة المجلد الأول إلى الدكتور محمود فهمى حجازى، وترجمة المجلد الثانى إلى الدكتور عرفة مصطفى، كما عهدت إلى أساتذة متخصصين فى الجامعة قراءة الترجمة العربية للكتاب، وقامت إدارة الثقافة بالجامعة على طبعه ونشره.
وستتابع الجامعة- بمعونة الله وتوفيقه- ترجمة ونشر بقية هذه المجلدات، حتى تعم الفائدة به إن شاء الله تعالى.
إن هذا الكتاب «تاريخ التراث العربى» يكشف بجلاء عظمة تاريخنا الثقافى الممتد عبر القرون، ويؤكد اهتمام سلفنا رضى الله عنهم، بالبحث ونشر العلم، وإنا لنرجو أن يأتم الخلف بالسلف، فتقوم سوق العلم مرة أخرى فى ديار الإسلام، ويزدهر الحاضر فيلتحم بالماضى.
وختاما نشكر لأخينا الدكتور فؤاد سزگين اهتمامه بالعلوم العربية والإسلامية ومتابعته لقضاياها، ونثنى على جهده وخدمته للباحثين فى هذا الميدان، كما نشكره على تعاونه مع الجامعة فى ترجمة الكتاب إلى اللغة العربية، وإننا لنأمل أن تكون الترجمة دقيقة وافية بالمطلوب، ترضى الباحثين وتيسر لهم طريق المعرفة والعلم.
كما نأمل أن تكون الجامعة وفت بهذا العمل بما يجب عليها من خدمة التراث الإسلامى، وإعانة الباحثين فيها.
وأسأل الله العلى القدير أن يوفقنا إلى ما فيه صلاح أمتنا، وأن يجزل المثوبة لكل من شارك بعلم نافع وعمل صالح، انه سميع مجيب.
الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركى مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية