للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبو الفضل وابنه الحبر عبد الـ ... له إن عىّ بالرّئ الفقهاء (•)

وترتبط قضية «مدى إتقانه للمجالات التى ينسب إليه علمه بها، وهى الفقه الإسلامى وتاريخ الجاهلية وآثارها واللغة والشعر- وأنه عنى بها تدريسا وبحثا» (٦٩) - ارتباطا وثيقا بقضايا أخرى تتصل بالتراث العربى، منها قضية وجود تراث عربى مدون فى الجاهلية، ومنها قضية اشتغال بعض شباب الصحابة وكبار التابعين بمسائل علمية، ومنها قضية ما إذا كان التطور العام لحركة التأليف بالعربية يسير مع هذا النشاط العلمى المبكر على قدم واحد. كما أوضحنا فى مقدمة هذا الباب فإن الشك فى اشتغال عبد الله بن العباس بمجالات العلم المختلفة ليس له ما يبرره.

فاعتمادا على التفاسير التى وصلت إلينا على نحو مباشر لتلاميذ ابن عباس/ من جانب، واعتمادا على أنه من الممكن إعادة تكوين الكتب الأقدم- المفقودة- بصورة جزئية أو كاملة ببحث الأسانيد التى وصلت إلينا فى المراجع المتاحة من الجانب الآخر، نستطيع أن نكون صورة تختلف كل الاختلاف عن الصورة السائدة إلى الآن. وقد سبقت الإشارة أنّا على يقين من إمكان جمع مادة تفسير ابن عباس برواية على بن أبى طلحة اعتمادا على حوالى ألف نص عند الطبرى. وكان تفسير ابن عباس موضع تقدير أحمد بن حنبل، قال أحمد بن حنبل: «بمصر صحيفة فى تفسير رواها علىبن أبى طلحة، لو رحل رجل فيها إلى مصر قاصدا ما كان كثيرا». (٧٠) وكان تفسير القرآن لعبد الله بن العباس- فى رأيى- أول محاولة للشرح اللغوى، أو لعله من الأفضل القول بأنه أول دراسة فى علم المفردات عند المسلمين،


(•) شرح السكرى البيت بأن الابن المقصود هو عبد الله بن العباس، وجاء فى حاشية الشرح أن كلمة (الرئ) فى النص تعنى (الرأى)، وعلى هذا يكون بينهما قلب مكانى. الديوان ص ٩٣ (المترجم).
(٦٩) انظر شفالى: تاريخ القرآن F.Schwally ,Zur Geschdes Qor.II ١٦٦
(٧٠) انظر: الإتقان للسيوطى ٢/ ٢٢٣، وجولدتسيهر فى المرجع السابق ٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>