للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحديثة تعرف حقا منذ النصف الثانى من القرن التاسع عشر بعض المصادر المدونة لكتابه فى التاريخ (انظر مثلا Wellhausen ,Skizzen VI ,١٨٨٩ ,S.٤: وآخرين) ومع هذا كله، فقد ساد التصوّر أن مادة مصادره كانت شفوية. ونستطيع اليوم استنادا إلى كتب علم أصول الحديث ومصادره التى وصلت إلينا أن نثبت ونفسر الحقيقة القائلة بأن الطبرى استمد مادته من كتب كان له حق روايتها ومن كتب أخرى لم يجز بروايتها. وتشير سلاسل الإسناد التى جاء بها إلى حق الرواية كما يتضح من العبارات: «حدّثنا»، «أخبرنا» أو «كتب». أما الكتب التى لم يجز بروايتها فقد قدّم لمادتها بعبارات منها: «قال»، و «ذكر»، و «روى»، و «حدّثت» .. إلخ. (انظر (Isl.Enst.Tetk.D.٢ /١٩٥٧ /٢٨ - ٣٥: ولا بد أن نؤكد هنا فى وضوح، أن كتب الطبرى لا تمثل حشدا للروايات الشفوية المجموعة أو الأحاديث، بل هى كتب جامعة للكتب التى أتيحت للطبرى، والتى كانت قد ألفت فى القرنين السابقين عليه، أى فى الفترة ما بين سنة ٥٠ هـ، ٢٥٠ هـ على وجه التقريب. وهو لم يستخدم- بصفة عامة- كتب معاصريه. والأسماء الأخيرة فى سلاسل إسناده ليست أسماء مؤلفين بل أسماء رواة المصادر. مثال ذلك: فإذا كانت الأسانيد فى التفسير لا ترجع إلى النبى، فإن هذايعنى أن مصادره كانت كتبا تضم تفاسير مؤلفيها أو تفاسير معاصريهم وليس هذا بالأمر الصعب التصوّر، انظر دراسة هورست H.Horst ,ZDMG ١٠٣ /١٩٥٣ /٣٠٥.: ومنذ اثنتى عشرة سنة ظهرت دراسة حول مصادر تاريخ الطبرى (٢٢٤) كان مؤلفها على ما يبدو يصدر فيها عن حس صادق أكثر من صدوره عن معرفة دقيقة بعلم أصول الحديث أدّاه إلى نتائج صحيحة إلى حد كبير (٢٢٥). وعلى/ النقيض من


(٢٢٤) جواد على: موارد تاريخ الطبرى، فى، مجلة المجمع العراقى ١/ ١٩٥٠/ ١٤٣ - ٢٣١ - ٢/ ١٩٥١/ ١٣٥ - ١٩٠، ٣/ ١٩٥٤/ ٦ أ- ٥٦، ٨/ ١٩٦١/ ٤٢٥ - ٤٣٦.
(٢٢٥) عرف جواد على أن الطبرى قد استقى مادته من مصادر مدونة. إن محاولته التعرف على مؤلفى المصادر التى استقى الطبرى منها مادته عن طريق أسماء الكتب التى وصلت إلينا عند ابن النديم فى الفهرست تعد محاولة صحيحة. وعلى الرغم من هذا فلم يكن لديه منهج محدد يتيح له أن يثبت اسم مؤلف المصدر المستخدم من بين

<<  <  ج: ص:  >  >>