(٢) مثل: عقيدة المرجئة فلم تكن على الإطلاق ثمرة نظر في النصوص الشرعية ولا وليدة اجتهاد عقلي سوي، وإنما هي وليدة مواقف انفعالية جدلية أفرزتها المعارك الكلامية الطاحنة بين الفرق البدعية، تلك الفرق التي كان جهلها بالشرع وإعراضها عنه سبباً في تعلقها لدفع خصومها بأوهام ذاتية أو تصورات غريبة منقولة عن مصادر وثنية. وكذلك: عقيدة الصوفية وضلالهم في معنى "الرضا" -الجامع للانقياد والقبول-؛ فقد خرجوا فيه عما كان عليه السلف إلى معنى فلسفي وثني، وهو الرضا المطلق بكل ما في الوجود لأنه من إرادة الله وقدره، حتى اعتقدوا وجوب الرضا بالكفر والفسوق والعصيان، ووقعوا في الجبر المحض تحت ستار ما أسموه "شهود الحقيقة الكونية"! ! و"الاستبصار بسر الله في القدر"! ! ينظر: درء تعارض العقل والنقل (٧/ ٩٢)، ظاهرة الإرجاء (١/ ١٨٨) (٢/ ٥٥٧). (٣) ينظر: الغلو للشبل (ص ٣٢ - ٣٧)، والغلو وأثره في ظاهرة التكفير لجمال محمد السيد، مؤتمر ظاهرة التكفير (٥/ ٢٤٩١). (٤) ينظر: الغلو في الدين ص (٨٤)، والتطرف غير الجريمة لكمال أبو المجد (ص ٣٦ - ٣٧).