للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأعراضهم، ولكنهم قصروا عن الحدود التي حدها الشارع، وهذا الأصل -موافقة الشريعة بزعمهم- مشترك عند الفرق الغالية والجافية قديماً وحديثاً.

كل هذا التشابه -أو الاتفاق- في عقائدهم، وأفكارهم، ومناهجهم، وعوامل نشأتهم، ودوافع غلوهم وأسبابه، يؤكد قوة العلاقة وشدة الارتباط بين الفكر قديماً وحديثاً لدى الغلاة والجفاة، الأمر الذي يعني ضرورة النظر باهتمام إلى حقيقتهما كما وردت في الكتاب والسنة، لمجانبة الوقوع في شراكهما؛ لأن البدع المتقابلة -الغلو والجفاء- هلاك في الدنيا، وهلاك في الآخرة، ولا تأتي بخير أبداً، ودين الله بين الغالي فيه والجافي عنه، وهذا هو طريق النجاة دائماً وأبداً (١).


(١) ينظر: إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد (١/ ٢٧٧).

<<  <   >  >>