ينظر: التدابير الواقية من التشبه بالكفار، لعثمان دوكوري (ص ٧٩٦). (٢) ومن هذا التعصب تقليدهم في الشرك وعبادة الأصنام، وقد ضل في هذا الباب خلق كثير قديماً وحديثاً، ولا ريب في كفر هؤلاء المقلدين لأسلافهم من الكفار، قال الله -تبارك وتعالى- عنهم: {وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا} الأعراف: ٢٨، أعوذ بالله من الافتراء على الله تعالى. ينظر: طريق الهجرتين لابن القيم (ص ٧١٢) وما بعدها، والاعتصام للشاطبي (١/ ٣٤٧). (٣) وهذا أحد أهم الأسباب؛ لأن الغلو في الشيوخ والكبراء موجود عند الأمم السابقة، كأهل الكتاب وغيرهم، ويوجد أيضاً في هذه الأمة، وقلّما تجد رجلاً تعلّقت به طائفة لم تنسج حوله الأساطير! . كذلك فإنهم لا يقبلون من الدين رأياً ورواية إلا ما جاءت به طائفتهم، مثل: أتباع الفرق، كالجهمية والمعتزلة والخوارج والروافض والباطنية والأشاعرة ونحوهم، وأتباع الاتجاهات والأحزاب: كالقومية، والبعثية والاشتراكية والماركسية، وأتباع الملل والنحل المعاصرة، كالبهائية، والقاديانية، وغيرها، قال الله تعالى محذراً من هذا المنزلق: {وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ (٣٤)} المؤمنون: ٣٤. ينظر: اقتضاء الصراط المستقيم (٢/ ٨٦، ٨٧)، قواعد الأحكام في مصالح الأنام للعز بن عبد السلام (٢/ ١٥٩). (٤) ومن الأسباب التي أدت إلى افتتان بعض المسلمين بالغرب ما يلي: أ-أن المغلوب مولع بالاقتداء بالغالب. ب- المجاورة: قال ابن خلدون في مقدمته (١٠١ - ١٠٢): "إذا كانت أمة تجاور أخرى، ولها الغلب عليها فيسري إليهم من هذا التشبه والاقتداء حظ كبير". ج- انبهار المسلمين بالتقدم المادي وجهلهم بحقيقة الحضارة الغربية الجاهلية. د- الشعور بالنقص أمام الحضارة الغربية.
ينظر: التقليد والتبعية وأثرهما في كيان الأمة الإسلامية د. ناصر العقل (ص ١١٤)، والإسلام على مفترق الطرق لمحمد أسد (ص ٧٩)، والتقليد في باب العقائد وأحكامه (١٥٤ - ١٥٥).