للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١ - ادعاء العصمة لمتبوعيهم، حيث يعتقدون أنهم معصومون عن الخطأ، لا يبرحون الحق، وأن كلامهم صواب دائماً لا يقبل الخطأ، ولا يحتاج إلى مناقشة أو دليل (١).

٢ - الاستغناء عن الأصلين العظيمين: الكتاب والسنة، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "ولو فتح هذا الباب - يعني متابعة الإمام المقلد حتى مع المخالفة- لوجب أن يعرض عن أمر الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، ويبقى كل إمام (٢)

في أتباعه بمنزلة النبي - صلى الله عليه وسلم - في أمته" (٣).

٣ - تعدد الأحزاب والفرق الباطلة، المغايرة لدين الإسلام الحق (٤)، {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (٥٣)} المؤمنون: ٥٣.


(١) ينظر: مجموع الفتاوى (١٩/ ٢٧١، ٢٧٢)، الاتباع: أنواعه وآثاره في بيان القرآن، لمحمد مصطفى السيد (١/ ٣١٦).
(٢) ومن أشهر الطوائف والفرق المغالين في شيوخهم وأئمتهم: الصوفية، والرافضة، وعموم المقلدة في كل المذاهب.
فغلاة الصوفية يضفون على شيوخها قديماً وحديثاً أوصافاً عظيمة، وتنسب لهم أفعلاً لا تليق إلا بالخالق جل وعلا، مثل: القدرة على التصرف في الكون والحياة، والقدرة على إنزال المطر وشفاء الأمراض، وإحياء الموتى، ونصر المظلوم، وحفظ العالم من الآفات، وأنهم يعلمون الغيب، وأنهم معصومون، وأن لهم الحق في التشريع، وأن بعض الأشخاص يسعه الخروج عن الشريعة، وغير ذلك من مزاعمهم، تعالى الله عن قولهم.

والرافضة أيضا بالغوا في أئمتهم، علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأولاده مبالغة جاوزوا فيها الحد، فالأئمة عندهم هم الواسطة بين الله والخلق، ولا هداية للناس إلا بهم، وهم أفضل من الأنبياء والمرسلين، وهم معصومون عن السهو والنسيان والخطأ، ولهم حق التحليل والتحريم، وأسندوا إليهم الحوادث الكونية، إلى غير ذلك من الغلو الواضح في حق أئمتهم.
ينظر في التصوف: لجامع كرامات الأولياء ليوسف النبهاني، وتقديس الأشخاص في الفكر الصوفي لمحمد أحمد لوح، والفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة لعبد الرحمن عبد الخالق (ص ٢١٩) وما بعدها.

وينظر في الرافضة: منهاج السنة لابن تيمية، والشيعة وأهل السنة والشيعة وأهل البيت كلاهما لإحسان إلهي ظهير، وأصول مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية للدكتور ناصر القفاري (٢/ ٤٤١، ٥١٤، ٧٣٣) وما بعدها، التقليد في باب العقائد وأحكامه د. ناصر بن عبد الرحمن الجديع (ص ١٤٩ - ١٥٠).
(٣) مجموع الفتاوى (٢٠/ ٢١٦).
(٤) يقول العزالي رحمه الله: " إن اختلاف الخلق في الأديان والملل، ثم اختلاف الأئمة في المذاهب على كثرة الفرق وتباين الطرق، بحر عميق غرق فيه الأكثرون، وما نجا منه إلا الأقلون، وكل فريق يزعم أنه الناجي، {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (٥٣)} المؤمنون: ٥٣".
ينظر: المنقذ من الضلال والموصل إلى ذي العزة والجلال، لأبي حامد الغزالي (ص ٧٩).

<<  <   >  >>