ينظر: التقليد في باب العقائد وأحكامه (٢٠٧ - ٢٠٨). (٢) ويمكن بيان أبرز مظاهر التقليد المذموم للكفار من اليهود والنصارى وغيرهم كما يلي: ١ - الغلو في الدين: مثل اعتقاد ألوهية بعض الأئمة، أو حلول الجزء الإلهي وتجسده فيهم! أو اعتقاد تناسخ الأرواح، والقول برجعة الإمام، -وهذه الأشياء موجودة لدى غلاة الشيعة-، واعتقاد وحدة الوجود - وهو مذهب لكثير من المتصوفة-، الرهبانية والتشدد في الدين. ٢ الغلو في الأنبياء والصالحين: ويكثر هذا عند جهال المتصوفة، متأثرين بالنصارى. ٣ - الحكم بغير ما أنزل الله: وهذا مما ابتليت به أكثر البلدان الإسلامية، متأثرة باليهود في إعراضهم عن تحكيم كتاب الله تعالى. ٤ - الدعوة إلى العلمانية وتطبيقها في بلاد المسلمين. ٥ - الدعوة إلى القومية العربية وغيرها من القوميات. ٦ - الافتتان بالمذاهب الأدبية الغربية: ولا ريب أن ميدان الأدب من أخطر الميادين، حيث إنه أقدر الأدوات على تطويع الرأي العام، وعلى صوغ الجيل وتشكيله فيما يراد له من صور، ولعل من أخطر هذه المذاهب الهدامة مذهب الحداثة: (وليست الحداثة العربية تجديداً في فنيات الشعر والنثر وشكلياتهما، بل هي حداثة غربية في كل جوانبها وأصولها وفروعها). ينظر: الموجز في الأديان والمذاهب المعاصرة د. ناصر العقل، د. ناصر القفاري (ص ١٠٣ - ١٠٤)، الاتجاهات الفكرية المعاصرة وموقف الإسلام منها د. جمعة الخولي (٩١، ١١٦)، الموسوعة الميسرة (٢/ ٨٨٠، ٨٨٢)، التقليد في باب العقائد وأحكامه (ص ١٦٧) وما بعدها. (٣) وتختلف البدع وتتفاوت باختلاف نوعها، فإن منها ما يصل إلى حد الكفر، ومنها ما يكون أدنى من ذلك، وبالجملة فإن انتشار البدع كان نتيجة لتقليد اللاحق للسابق والاغترار برؤساء الطوائف من أهل البدع. ينظر: الاعتصام للشاطبي (١/ ١٦٧) وما بعدها، ودراسات في الأهواء والفرق والبدع وموقف السلف منها د. ناصر العقل (ص ١٥٧، ١٥٨). (٤) ومن أبرز الأمثلة على تقليدهم في أنواع عديدة من البدع التي تلبسوا بها: ١ - الأذكار والأدعية البدعية غير المشروعة. ٢ - الحلف غير المشروع. ٣ - بدع القبور. ٤ - اتخاذ آثار الأنبياء والصالحين ونحوهم مزارات يُتبرك بها. ٥ - التعطيل أو التأويل أو التمثيل لأسماء الله تعالى وصفاته، والتأويل لبعض مسائل العقيدة، كأمور اليوم الآخر، على تفاوت في ذلك بين الطوائف. ٦ - تعليق التمائم ونحوها. (٥) التقيد أوقع أصحابه في أنواعٍ من المعاصي والمخالفات الشرعية، منها: ١ - التقول على الله تعالى بغير علم في أسماء الله تعالى وصفاته وأفعاله. ٢ - تقديم آراء الرجال ومذاهبهم على نصوص الكتاب والسنة. ٣ - عدم تجريد المتابعة للرسول - صلى الله عليه وسلم -. ٤ - تقليد من يجهل المقلد أهليته للأخذ بقوله. ٥ - تقليد من يعلم المقلد أن قوله مخالف للدليل. ٦ - الغلو في الشيوخ والكبراء المتبوعين، ورفعهم فوق منزلتهم. ٧ - تقليد أهل الجاهلية في كثير من خصائصهم المذمومة. ٨ - تقليد الكفار في شيء من خصائصهم، وعاداتهم، ونحو ذلك مما نهى الإسلام عنه. ٩ - ما يترتب على التقليد المذموم للكفار من آثار سيئة، مثل موالاتهم، والتبعية لهم، وعدم البراءة منهم، ولا ريب أن هذا إخلال كبير بمبدأ الولاء والبراء. ١٠ - من أخطر نتائج تقليد الكفار بأصنافهم موازنة الديانات بالدين الإسلامي، وتقريب بعضها إلى بعض، وأنها جميعاً متقفة في الأصول، والخلاف بينها إنما هو في الفروع فقط! فيما يعرف بالتقريب بين الأديان. ١١ - من نتائج تقليد الكفار أيضا بروز دعوات غربية لمحاربة الأخلاف والآداب الإسلامية. ١٢ - ما تتضمنه غالباً أعياد المولد النبوي، وأعياد موالد الصالحين. ١٣ - ما يترتب من المفاسد والأضرار على بدع القبور واتخاذها مزارات، وأعياداً متكررة.