ينظر: موقف الاتجاه العقلي الإسلامي المعاصر من قضايا الولاء والبراء (ص ٥٧٣). (٢) الأخذ بإطلاقات بعض النصوص الشرعية دون فهم للمراد منها: لذلك نجد أن الذين غالوا في الولاء والبراء لا يعرفون العام والخاص، والمحكم والمتشابه، والناسخ والمنسوخ، والمطلق والمقيد، وهذا الدليل هل هو على إطلاقه، أو ليس على إطلاقه ونحو هذا، وهذا هو السبب الأول الذي يقع فيه المنحرفون.
ينظر: أسباب الانحراف في الولاء والبراء، للدكتور عصام السناني، رابط الموضوع: http://www.assakina.com (٣) من السنن أنه ما من غلو يظهر إلا وينشأ عنه غلو مضاد، فالدين ظنوا أن مقتضى البراء من الكفار معاملتهم بعنف وغلظة، واستباحة دماء الذميين والمعاهدين واستحلال أموالهم مستدلين على ذلك بنصوص النهي عن موالاة الكافرين وموادتهم. قابلهم من أَعمل نصوص البر والإحسان بالمخالفين الذين لم يقاتلوا المسلمين وأغفلوا نصوص النهي عن موالاة الكافرين وموادتهم. فقابلوا الغلو بالغلو! . فتجد أن كلاً منهم ينتقي من النصوص ما يوافق هواه. ينظر: موقف الاتجاه العقلي الإسلامي المعاصر من قضايا الولاء والبراء (ص ١١٠). (٤) اهتم الغلاة بتحسين الولاء والبراء حسب مذاهبهم ومعتقداتهم، فاعتبروا كل تعامل مع غير المسلم يمثل شكلاً من أشكال المداهنة والتنازلات في دين الله؛ بينما اهتم الجفاة بتحسينه في أذهان الغربيين؛ لأن الغرب يستنكر عقيدة الحب في الله والبغض في الله ويرى أنها من التعصب، فحرص بعض المنهزمين إلى تأويل النصوص وتعسف الأدلة ونفي عقيدة الولاء والبراء، ونسبة ضدها للإسلام؛ وهذا يعتبر من الشرك التشريعي الذي لا يقل خطراً عن الشرك العقدي، ولا شك أن وقوع مثل هذا اللون من الشرك -شرك الحكم والتشريع في الساحة الإسلامية- حق لا ريب فيه وخطورته لا تقل عن خطر شرك القبور والأضرحة. ينظر: موقف الاتجاه العقلي الإسلامي المعاصر من قضايا الولاء والبراء (ص ١٠٥، ٥٧٦).