الخالق - عز وجل - بقوله:(قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ)(فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ)، كما أن فيها رداً على من أشرك مع الله غيره في ربوبيته (وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ)(أَفَلَا تَتَّقُونَ).
٦ - قال تعالى: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ (٦٥)} العنكبوت: ٦٥، في هذه الآية رد على من أنكر ربوبية الله (دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)، كما أن فيها رداً على من أشرك مع الله غيره (فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ).
٧ - قال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (٣٠)} التوبة: ٣٠، في هذه الآية ردٌ على اليهود والنصارى ومشركي العرب الذين نسبوا لله الولد (ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ)؛ وهذا الرد يستلزم كمال غناه سبحانه. وكمال قدرته التي تغنيه عن اتخاذ الولد؛ كما أن فيها رداً على من أنكر وجود الله وأنكر تفرده - عز وجل - بصفات الربوبية في قوله (قَاتَلَهُمُ اللَّهُ) لإثبات أفعال الله الدالة على وجوده وقدرته.
كما أن في هذه الآية إشارة إلى قاعدة في التعامل مع أهل البدع، في أن البدع بين أهل الباطل يتأثر الجديد منها بالقديم (يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ)، وفيها رد كذلك على دعوى تقارب الأديان بقوله:(قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) فكيف يكون هناك تقارب بينهم وبين الإسلام الذي مبناه على التوحيد لرب العالمين وبين الأديان المحرفة.
وغير ذلك من الآيات، التي هي في الحقيقة أدلة مفحمة استعملها القرآن ليدلل على قبح الشرك والإلحاد وعلى فظاعة ما وقعوا فيه من المناقضة للعقل والفطرة حين أشركوا مع الله غيره أو أنكروا وجوده، فوقعوا في البدع المتقابلة في توحيد الربوبية؛ كما أن ردود هذه الآيات، يستلزم إثبات المنهج الحق الذي عليه أهل السنة والجماعة -منهج الوسطية في أبواب الاعتقاد-، من أجل ذلك سعدوا بهذا الوصف {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٢٢)} الأنعام: ١٢٢.