للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤/ أنه الغاية من إنزال الكتاب، فالقرآن الكريم كله في التوحيد وحقوقه وجزائه، وفي شأن الشرك وأهله وجزائه، قال الشيخ ابن سعدي - رحمه الله - مبيناً أهمية هذا النوع: " ... وجميع الآيات القرآنية إما أمر بحق من حقوقه، أو نهي عن ضده، أو إقامة حجة عليه، أو بيان جزاء أهله في الدنيا والآخرة، أو بيان الفرق بينهم وبين المشركين" (١).

٥/ أنه حق الله على العباد لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا)) (٢).

٦/ أنه لا يصح إسلام شخص إلا بتحقيقه؛ لأنه شعار الإسلام الذي يميزه عما سواه من الديانات.

٧/ كما أن هذا النوع من التوحيد هو أول ما يخاطب به الناس من أمور الدين، وهو معقِد النجاة في الدنيا والآخرة، قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد ابن عبدالوهاب (٣) - رحمه الله -: " هو أول الدين وآخره، وباطنه وظاهره، وهو أول دعوة الرسل وآخرها، وهو معنى قول لا إله إلا الله؛ فإن الإله هو المألوه المعبود بالمحبة والخشية والإجلال والتعظيم وجميع أنواع العبادة؛ ولأجل هذا التوحيد خلقت الخليقة، وأرسلت الرسل، وأنزلت الكتب، وبه افترق الناس إلى مؤمن وكافر، وسعداء أهل الجنة، وأشقياء أهل النار" (٤).

٨/ مما يدل على أهميته أن قبول الأعمال متوقف عليه، فمن لم يأت به أو أتى بما يناقض أصله فأعماله مردودة، ولا يثاب عليها في الآخرة، بل هو من الخاسرين الخالدين في العذاب المقيم، قال تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٦٥)} الزمر: ٦٥.

٩/ أنه يتضمن جميع أنواع التوحيد فكلها تدخل فيه؛ فمن اعتقده فهو معتقد لغيره من الربوبية والأسماء والصفات، ومن اكتفى بغيره دونه لم يدخل في دين الإسلام، قال شيخ


(١) ينظر: القواعد الحسان لتفسير القرآن، لابن سعدي (ص ١٩٢).
(٢) أخرجه البخاري في أكثر من موضع حديث برقم (٥٩٦٧، ٦٢٦٧، ٦٥٠٠، ٢٧٠١)، وأخرجه مسلم برقم (١٤٢، ١٤٣، ١٤٤).
(٣) هو: سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، أحد أئمة الدعوة السلفية النجدية، محدث فقيه، من مؤلفاته: تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد، حاشية على المقنع في الفقه، الدلائل في عدم موالاة أهل الإشراك، توفي سنة ١٢٣٣ هـ.
ينظر: علماء نجد خلال ثمانية قرون للبسام (٢/ ٣٤١)، وعلماء الدعوة لعبد الرحمن آل الشيخ (ص ٣٧).
(٤) تيسير العزيز الحميد (١/ ١٢٤ - ١٢٥).

<<  <   >  >>