للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - تعالى: "وإنما التوحيد الذي أمر الله به العباد هو توحيد الألوهية المتضمن توحيد الربوبية بأن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا ... وهو قطب رحى القرآن الذي يدور عليه القرآن، وهو يتضمن التوحيد في العلم والقول، والتوحيد في الإرادة والعمل" (١).

١٠/ أنه حق الله - عز وجل - على عباده؛ فعن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: كُنْتُ رِدف النبي - صلى الله عليه وسلم - على حمار يقال له عفير فقال: ((يا معاذ هل تدري ما حق الله على عبادة وما حق العباد على الله؟ )) قلت: الله ورسوله أعلم. قال: ((فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً)) فقلت: يا رسول الله أفلا أبشر به الناس؟ قال: ((لا تبشرهم فيتكلوا)) (٢).

١١/ أن العباد في أشد الحاجة إليه وضرورتهم إليه فوق كل ضرورة؛ فلا حياة لقلوبهم في الدنيا ولا نجاة لهم في الآخرة إلا به.

يقول ابن القيم - رحمه الله -: " فاعلم أن حاجة العبد إلى أن يعبد الله وحده، ولا يشرك به شيئاً في محبته، ولا في خوفه، ولا في رجائه، ولا في التوكل عليه، ولا في العمل له، ولا في الحلف به، ولا في النذر له، ولا في الخضوع له، ولا في التذلل والتعظيم والسجود والتقرب أعظم من حاجة الجسد إلى روحه، والعين إلى نورها، بل ليس لهذه الحاجة نظير تقاس به؛ فإن حقيقة العبد قلبه وروحه، ولا صلاح لها إلا بإلهها الذي لا إله إلا هو، فلا تطمئن في الدنيا إلا بذكره، وهي كادحة إليه كدحاً فملاقيته، ولا بد لها من لقائه، ولا صلاح لها إلا بمحبتها وعبوديتها له، ورضاه وإكرامه لها" (٣).

إذاً: يمكن أن نبرز أهمية توحيد الألوهية باعتبار أنه لا يمكن أن يثبت للإنسان اسم الإسلام ووصفه وحقوق الإسلام إلا إذا جاء بتوحيد الألوهية، وأما إذا لم يأت بتوحيد الألوهية فإنه لا يثبت له شيء من أوصاف الإسلام (٤).


(١) منهاج السنة (٣/ ٢٨٩ - ٢٩٠).
(٢) أخرجه البخاري في أكثر من موضع حديث برقم (٥٩٦٧، ٦٢٦٧، ٦٥٠٠، ٢٧٠١)، وأخرجه مسلم برقم (١٤٢، ١٤٣، ١٤٤).
(٣) طريق الهجرتين (ص ١٢٠).
(٤) لما جاء في الحديث: (من قال: لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه، وحسابه على الله)، يعني أن من لم يحقق توحيد الألوهية فدمه حلال وماله حلال؛ لأنه ليس من المسلمين، وهذا يدل على أهمية هذا النوع من التوحيد.
والحديث أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، برقم (٢٣).

<<  <   >  >>