للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٨ - التشبيه (ويقابله التعطيل)، ومنه نتجت: المشبهة الرافضة الأولى، ثم الكرامية.

٩ - التأويل (ويقابله التفويض)، ومنه نتجت: الجهمية، والمعتزلة، والأشاعرة، والماتريدية.

١٠ - التفويض (ويقابله التأويل)، ومنه نتجت: المفوضة (١)، والواقفة.

١١ - التصوف (ويقابله الجفاء)، ومنه نتجت: الطرق الصوفية وبدعها.

١٢ - الجفاء (ويقابله التصوف)، ومنه نتج: منهج النظر العقلي، الذي يقول به المتكلمون.

١٣ - الابتداع (ويقابله الإعراض عن الشرع)، ومنه نتجت: البدع في العبادات، وغيرها كالمشاهد، والمزارات، والمقابرية، والتبرك البدعي.

١٤ - الإعراض عن الشرع (ويقابله الابتداع في الدين)، ومنه نتجت: الزندقة، والإلحاد والعلمنة، والحداثة، والشعارات، والحزبيات، والقوميات، والقوانين الوضعية (٢).

وبين رياح البدع العاتية، وأمواج الفتن المتلاطمة، يقف أهل السنة والجماعة بين الغلاة والجفاة، يعتصمون بالكتاب، وينصرون السنة، فيستبين بهم الحق، ويهتدي بهم الخلق، وما ذاك إلا لتحقيق ما تكفل الله به ووعد، من حفظ الدين، ولكي تبقى العقيدة صافية نقية كما كانت في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -.

والوسطية في الإسلام منهج عام، فهي لا تتعلق بمسألة من المسائل، أو بنوع من أنواع العلم، بل هي خصيصة وميزة عامة في الشريعة، وقاعدة كلية لا تنخرم، "فإذا نظرت في كلية الشريعة وتأمَّلتها تجدها حاملة على الوسط، فإن رأيت ميلا إلى جهة طرف من الأطراف؛ فذلك في مقابل واقع أو متوقَّع في الطرف الآخر. فطرف التشديد -وعامة ما يكون في التخويف والترهيب والزجر- يؤتى به في مقابلة من غلب عليه الانحراف في الدين.


(١) كثير من أهل الكلام (الأشاعرة والماتريدية) إذا عدلوا عن علم الكلام ينتهي بهم الأمر إلى التفويض، لذلك يزعم بعضهم أن هذا هو مذهب السلف، ويحكي بعضهم مذهب السلف على أنه هو التفويض. دراسات في الأهواء والفرق والبدع وموقف السلف منها (١/ ١٥٠) حاشية رقم (١).
(٢) ينظر: دراسات في الأهواء والفرق والبدع وموقف السلف منها (١/ ١٤٩ - ١٥٠).

<<  <   >  >>