للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لبقية. قال: هي لك (١).

وأصل هذا الباب: قوله تعالى: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ} [الإسراء: ٥٣] فالشيطان ينزغ بينهم (٢) إذا كلم بعضهم بعضًا بغير التي هي أحسن، فرب حرب كان وقودها جُثث وهام (٣)، أهاجها قبيح الكلام.

وفي "الصحيحين" (٤) من حديث سهل بن حنيف، قال: قال رسول الله: "لا يقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: خَبُثَتْ نَفْسي، ولَكِنْ لِيَقُلْ: لَقِسَتْ (٥) نَفْسِي" وخبثت ولقست وغثت متقاربة المعنى. فكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لفظ "الخبث" لبشاعته، وأرشدهم إلى العدول إلى لفظ أحسن منه، وإن كان بمعناه، تعليمًا للأدب في المنطق، وإرشادًا إلى استعمال الحسن، وهجر القبيح في الأقوال، كما أرشدهم إلى ذلك في الأخلاق والأفعال (٦).


(١) رواه الخطيب في تاريخ بغداد (١٣/ ٢٣٦)، ومن طريقه ابن الجوزي في المنتظم (٧/ ١٦٠). وانظر: الأذكياء (٥٦)، وسير أعلام النبلاء (٧/ ٩٧)، تاريخ الإسلام (٩/ ٦٢٣).
(٢) "فالشيطان ينزغ بينهم" ساقط من "جـ" و"هـ".
(٣) جمع هامة وهي الرأس. مختار الصحاح (٧٠٤).
(٤) البخاري رقم (٦١٨٠) (١٠/ ٥٧٩)، ومسلم (٢٢٥١) (١٥/ ١١) من حديث سهل بن حنيف رضي الله عنه. ورواه البخاري (٦١٧٩)، ومسلم (٢٢٥٠) من حديث عائشة - رضي الله عنها -.
(٥) لقست: أي غثت. واللَّقس: الغثيان. النهاية في غريب الحديث (٤/ ٢٦٣). وقيل معناه: ساء خلقها. فتح الباري (١٠/ ٥٧٩).
(٦) انظر: أعلام الحديث للخطابي (٣/ ٢٢٠٩)، شرح السنة (١٣/ ٣٥٩)، شرح مسلم للنووي (١٥/ ١١)، تحفة المودود (٣٧)، إعلام الموقعين (٣/ =