للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الهرماس بن حبيب عن أبيه (١) قال: "أَتَيْتُ النَّبي - صلى الله عليه وسلم - بِغَريمٍ، فَقَالَ: الْزَمْهُ، ثُمَّ قَالَ لِي: يَا أَخَا بَنِي تَمِيم مَا تُرِيدُ أَنْ تَفْعَلَ بِأسِيرِكَ؟ "، وفي رواية ابن ماجه: "ثُمَّ مَرَّ بِي آخِرَ النَّهَارِ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ أَسِيْرُكَ يَا أَخَا بَنِي تَمِيم؟ " (٢)، وكان هذا هو الحبس على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر الصديق - رضي الله عنه -، ولم يكن له محبس معد لحبس الخصوم ولكن لما انتشرت الرعية في زمن عمر بن الخطاب ابتاع بمكة دارًا وجعلها سجنًا يحبس (٣) فيها، ولهذا تنازع العلماء من أصحاب أحمد وغيرهم (٤): هل يتخذ الإمام حبسًا؟ على قولين:


(١) قال المنذري - رحمه الله تعالى -: "وصوابه عن أبيه عن جده، وسقط عن جده في كتاب الحافظ أبي بكر الخطيب، ولا بد منه، ووقع في كتاب ابن ماجه عن أبيه عن جده على الصواب، وهكذا ذكره البخاري في تاريخه عن أبيه عن جده" ا. هـ. مختصر سنن أبي داود (٥/ ٢٣٧).
(٢) رواه أبو داود رقم (٣٦٢٩)، وابن ماجه (٢٤٢٨)، والبيهقي (٦/ ٨٧)، والطبراني (٢٢/ ٢٠٨) رقم (٧٨٣) (٧٨٤)، والبخاري في التاريخ (٨/ ٢٤٧)، والمزي في تهذيب الكمال (٣٠/ ١٦٢). وسئل أبو حاتم عن هذا الحديث فقال: "لم يرو هذا الحديث غير النضر بن شميل عن الهرماس. الهرماس شيخ أعرابي لا يعرف أبوه ولا جده" ا. هـ. العلل (٢/ ٤٧٤) رقم (١٤٢٤).
(٣) سيأتي تخريجه بعد أسطر.
(٤) انظر: المبسوط (٢٠/ ٨٨)، الأقضية لابن فرج (١١)، تبصرة الحكام (٢/ ٣١٠)، نيل الأوطار (٧/ ١٨٠)، تهذيب الفروق (٤/ ١٣٦)، مجموع الفتاوى (٣٥/ ٣٩٨)، فتح الباري (٥/ ٩١)، مصنف ابن أبي شيبة (٥/ ٢٧٦)، تبيين الحقائق (٤/ ١٧٩)، العناية شرح الهداية (٧/ ٢٧٧)، معين الحكام (١٩٦)، فتح القدير لابن الهمام (٧/ ٢٧٧)، تحفة المحتاج (١٠/ ١٣٤)، مغني المحتاج (٤/ ٣٩٠).