للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجعلوها مبينة لها، كما اعتبر العلامات في اللقطة، وجعل صفة الواصف لها آية وعلامة على صدقه (١)، وأنها له، وقال لجابر: "خذ من وكيلي وسقًا (٢)، فإن التمس منك آية، فضع يدك على ترقوته" (٣) فنزل هذه العلامة منزلة البينة التي تشهد أنه أذن له أن يدفع إليه ذلك، كما نزل الصفة للُّقطة منزلة البينة، بل هذا نفسه بينة، إذ البينة ما تبين الحق من قول وفعل ووصف.

وجعل الصحابة - رضي الله عنهم - الحبل علامة وآية على الزنا فحدوا به المرأة وإن لم تقر (٤)، ولم يشهد عليها أربعة، بل جعلوا الحبل أصدق من الشهادة، وجعلوا رائحة الخمر وقيئه لها آية وعلامة على شربها، بمنزلة الإقرار والشاهدين (٥).

وجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - نحر كفار قريش يوم بدر عشر جزائر أو تسعًا آية وعلامة على كونهم ما بين الألف والتسعمائة (٦)، فأخبر عنهم بهذا


(١) "على صدقه" ساقطة من "أ".
(٢) في "هـ": "ثلاثين وسقًا".
(٣) تقدم تخريجه ص: ٢٧.
(٤) رواه البخاري (١٢/ ١٤٨) رقم (٦٨٣٠)، ومسلم رقم (١٦٩١) (١١/ ٢٠٤).
(٥) تقدم تخريجه من حكم عمر وابن مسعود رضي الله عنهما ص (١٢).
(٦) رواه أحمد (١/ ١١٧)، وابن أبي شيبة (٧/ ٣٥٦) رقم (٣٦٦٦٨)، وعبد الرزاق (٥/ ٣٤٨)، والبزار (٢/ ٢٩٦) رقم (٧١٩) جميعهم عدا عبد الرزاق من حديث علي رضي الله عنه. قال الهيثمي: "رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح غير حارثة بن مضروب وهو ثقة" ا. هـ. مجمع الزوائد (٦/ ٧٩).