للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خلاف قوله في هذه الرواية. قال: وقوله فيها أصح؛ لما ذكره من أنَّه قد يتوب ويرجع إلى منزله، ولو لم تكن الدَّار له، وكان فيها بكراء، أخرج منها، وأكريت عليه، ولم يفسخ كراؤه فيها، قاله في كراء الدور من "المدونة" (١).

وقد روى يحيى بن يحيى (٢) أنَّه قال: أرى أن يحرق بيت الخمار، قال: وقد أخبرني بعض أصحابنا أنَّ مالكًا كان يستحب أن يحرق بيت المسلم الخمار الَّذي يبيع الخمر، قيل له: فالنصراني يبيع الخمر من المسلمين؟ قال: إذا تقدم إليه فلم ينته، فأرى أن يحرق عليه بيته بالنَّار (٣).

قال: وحدثني الليث أنَّ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "حرق بيت رويشد الثقفي (٤)؛ لأنَّه كان يبيع الخمر، وقال له: أنت فويسق، ولست برويشد" (٥).


(١) المدونة (٤/ ٥١٧).
(٢) يحيى بن يحيى بن كثير الليثي البربري الأندلسي أبو محمد، فقيه الأندلس. توفي سنة ٢٣٤ هـ - رحمه الله تعالى -. انظر: الديباج المذهب (٢/ ٣٥٢)، سير أعلام النبلاء (١٠/ ٥١٩)، شجرة النور (١/ ٦٣).
(٣) البيان والتحصيل (٩/ ٤١٦)، مواهب الجليل (٥/ ٤٣٥).
(٤) رويشد صهر بني عدي بن نوفل بن عبد مناف الثقفي. ذكره الحافظ ابن حجر في الصحابة وقال: "إنَّما ذكرته في الصحابة لأنَّ من كان بتلك السن في عهد عمر يكون في زمن النَّبي - صلى الله عليه وسلم - مميزًا لا محالة ولم يبق من قريش وثقيف أحد إلَّا أسلم وشهد حجة الوداع مع النَّبي - صلى الله عليه وسلم -". الإصابة (١/ ٥٠٧).
(٥) تقدم تخريجه.
انتهى كلام ابن رشد - رحمه الله تعالى -. انظر: البيان والتحصيل =