للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحمدُ بنُ شعيبٍ (١)، قالا: أخبَرنا زيَادُ بنُ أيوبَ، قال: حَدَّثَنَا هُشَيْم، قال: حَدَّثَنَا أبو بِشْرٍ، عن سعيدٍ بنِ جبيرٍ، عن ابنِ عباسٍ، قال: لما قَدِمَ النبيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "المدينةَ وجَد اليهودَ يَصُومُونَ عاشُوراء، فسُئِلُوا عن ذلك، فقالوا: هو اليومُ الذي أظْهَرَ اللهُ فيه موسى على فرعونَ، ونحن نصومُه تَعْظِيمًا له. فقال رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "نحن أوْلَى بموسى منكم". وأمَرَ بصِيَامه (٢).

فهذا دَليلٌ على أنَّ رسولَ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يَصُمْه إلَّا تَعْظِيمًا له.

وقد رَوَينا عن طارِقِ بنِ شهابِ، أنَّه قال: كان يومُ عاشُوراء لأهْلِ يَثْرِبَ، يَلْبَسُ فيه النِّساءُ شارَتَهُنَّ، فقال رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "خَالِفُوهم فصوموه" (٣).


(١) هو النسائي، والحديث في سننه الكبرى (٢٨٤٧) و (١١١٧٣).
(٢) وأخرجه البخاري (٣٩٤٣) عن زياد بن أيوب، بهذا ا لإسناد.
وأخرجه مسلم (١١٣٠) عن يحيى بن يحيى، عن هشيم، به.
وأخرجه البخاري (٤٦٨٠) و (٤٧٣٧)، ومسلم (١١٣٠) من طريق شعبة بن الحجاج، عن أبي بشر - واسمه جعفر بن إياس - به.
وأخرجه البخاري (٢٠٠٤) و (٣٣٩٧)، ومسلم (١١٣٠) من طريق عبد الله بن سعيد بن جبير، عن أبيه، به.
(٣) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (٢٨٦٢)، وابن قانع في معجم الصحابة ٢/ ٤٦ من طريقين عن أبي عوانة، عن رقبة بن مصقلة، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب. وطارق هذا له رؤية، والإسناد إليه صحيح.
وطارق إنما سمعه من أبي موسى الأشعري، كما توضحه رواية صدقة بن أبي عمران عن قيس بن مسلم الجدلي عند مسلم (١١٣١).
وأخرجه بنحوه أيضًا البخاري (٢٠٠٥) و (٣٩٤٢)، ومسلم (١١٣١) من طريق أبي العُميس، عن قيس بن مسلم الجَدَلي.

<<  <  ج: ص:  >  >>