للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال امرُئُ القَيْسِ (١):

ألا إنّما ذا (٢) الدَّهرُ يومٌ وليلةٌ ... وليس على شيءٍ قَوِيم بمُسْتَمِرِّ

وقال أيضًا (٣):

أُرجِّي من صُرُوفِ الدَّهرِ لينًا ... ولم تغفُلْ عنِ الصمِّ الهِضابُ

وقال أبو ذُؤَيبٍ الهُذلِيُّ (٤):

أمِنَ المنُونِ وريبها تتفجَّعُ ... والدَّهرُ ليس بمُعتِبٍ من يجزَعُ

وقال أرطاةُ بن سُهيَّةَ (٥):

عنِ الدَّهرِ فاصْفَح إنَّهُ غيرُ مُعتبِ ... وفي غيرِ من قدوارتِ الأرضُ فاطمَعِ

وقال الراجِزُ (٦):

ألقى عليَّ الدَّهرُ رِجْلًا ويَدا ... والدَّهرُ ما أصلحَ يومًا أفسَدا

يُصلِحُهُ اليومَ ويُفنِيهِ غَدا ... ويَسعدُ الموتُ إذا الموتُ عَدا

وأشعارُهُم في هذا أكثرُ من أن تُحصى، خرجَتْ كلُّها على المجازِ والاستِعارةِ، والمعرُوفِ من مذاهِبِ العَربِ في كلامِها (٧)؛ لأنَّهُم يُسمُّونَ الشَّيءَ، ويعبِّرُونَ عنهُ


(١) انظر: ديوانه، ص ١٠٩. ونص الشطر الأول فيه:
ألا إنما الدهر ليال وأعصرُ
(٢) في م: "إن هذا". وفي د ٢: "إنما و"، والمثبت من ت، ي ١.
(٣) في د ٢: "الشيباني". وانظر: البيت في ديوان امرئ القيس، ص ٩٩.
(٤) ديوان الهذليين ١/ ١.
(٥) بيت أرطاة هذا لم يرد في ت. وانظر: نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري ٥/ ١٧٥.
(٦) هو دويد القضاعي، انظر: الشعر والشعراء للدينوري ١/ ١٠٤.
(٧) من هنا إلى قوله: "ألا ترى أن المسلمين الخيار ... " سقط من ت، ي ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>