المحفة. واستمر الأمر على ذلك حتى دخل إلى مصر القاهرة، وطلع قلعة الجبل … فعند ذلك أشيع موت السلطان وتسلطن ولده الملك السعيد.
وقد رثاه القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر كاتب السر الشريف بهذه الأبيات:
الله أكبر، انها لمصيبة … منها الرواسي، خيفة، تتقلقل
لهفي على الملك الذي كانت به الدن … يا تطيب … فكل قفر منزل!
الظاهر السلطان من كانت له … منن على كل الورى وتطول
لهفي على آرائه تلك التي … مثل السهام إلى المصالح ترسل
ما للرمال تخولتها رعدة … لكنها، اذ ليس تعقل، تعقل
لهفي على تلك العزائم كيف قد … غفلت … وكانت قبل ذا لا تغفل
سهم أصاب وما رمى من قبله … سهم له في كل قلب مقتل
أنا ان بكيت دما فعذرى واضح … ولئن صبرت فإنني أتمثل
خلف الشهيد لنا السعيد فأدمع … منهلة في أوجه تتهلل
وكانت مدة سلطنة الملك الظاهر بيبرس بالديار المصرية والبلاد الشامية سبع عشرة سنة وشهرين ونصف شهر.
ولما مات خلف من الأولاد عشرة: ثلاثة ذكور، وهم الملك السعيد محمد، والملك العادل سلامش، وسيدي خضر ولكنه لم يتسلطن. وخلف من البنات سبعا. وأما فتوحاته التي افتتحها في أيامه فهي قيسارية وأرسوف وصفد وطبريا ويافا والشقيف وانطاكية وبغراس والقصير وحسن الأكراد والقرين وحصن عكا وصافيثا والمرقبة وحلب وبانياس وطرسوس، وكانت هذه البلاد بأيدي الافرنج.