للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدين بلغار - صهر الملك المظفر - والأمير عز الدين أيبك البغدادي، والأمير شمس الدين الدكز السلحدار، والأمير أقوش الذي كان نائب الكرك، وعين معهم ألفي مملوك من المماليك السلطانية.

ثم أن الملك المظفر أنفق على العسكر المعين للتجريدة، فجهزوا أمرهم في سبعة أيام، ثم خرجوا من القاهرة يوم السبت تاسع رجب من سنة تسع وسبعمائة. فلما نزلوا بالريدانية أقاموا هناك يوما وليلة، ثم عادوا إلى القاهرة. وكان سبب عود الأمراء أن ورد كتاب من عند نائب الشام بأن الملك الناصر تسلم الشام ودخل إليها في موكب عظيم وزينت له، وكان يوم دخوله يوما مشهودا، وأن جميع النواب دخلوا تحت طاعته ومشوا في ركابه، وهم: نائب طرابلس، ونائب حماة، ونائب صفد، ونائب حمص، وكل نائب بعسكر

فدخل إلى الشام في موكب عظيم، وكان الأمير بهادر - المعروف بالحاج بهادر - حامل القبة والطير على رأسه إلى نزوله بالقصر بميدان دمشق، فحضر إليه السنجري نائب قلعة دمشق بسماط عظيم، ثم أن الملك الناصر خلع على الأمير أقوش الأفرم، وأقره نائب الشام على عادته، وخلع على الأمير استدمر كرجي وأقره نائب طرابلس على عادته، وخلع على الأمير تمر الساقي وأقره نائب حمص على عادته، وخلع على نائب حماه وأقره على عادته، ثم حضر الأمير قرا سنقر المنصوري نائب حلب وصحبته العساكر الحلبية، فخلع عليه وأقره على عادته في نيابة حلب.

ثم لما كان يوم الجمعة خطب باسم الملك الناصر في ذلك اليوم على منابر دمشق، فلما بلغ الملك المظفر بيبرس ذلك كله اضطربت أحواله، وضاقت عليه الأرض بما رحبت، ونسي حلاوة اللحم بمرارة الأشنان، وقد قال القائل في المعنى:

يا طالب الدنيا الدنية، إنها … شرك الردى وقرارة الأكدار

دار متى ما أضحكت في يومها … أبكت غدا … تبا لها من دارّ!

فلما كان يوم الثلاثاء سادس عشر شهر رمضان دخل المقر السيفي سلار النائب ومعه جماعة من الأمراء إلى الملك المظفر بيبرس، وقالوا له: "يا مولانا السلطان، إن غالب الأمراء والمماليك السلطانية قد تسحبوا من القاهرة وتوجهوا إلى الملك الناصر، وقد وقع الاختيار على عوده، ومن الرأي أن ترسل إلى الملك الناصر لتسأله في مكان تتوجه إليه أنت وعيالك فلعله أن يجيبك إلى ذلك. وإن لم تبادر إلى هذا وإلا دهمتك العساكر وهجموا عليك وأنت هنا". فقال له المظفر: "ومن يتوجه إلى الملك الناصر بهذه الرسالة؟ ". فأشار

<<  <  ج: ص:  >  >>