للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وانظر لمن قد حوى مما سمعت به … هل ناله غير بعض القطن والكفن

وقال الزمخشري :

وقائلة أرى الأيام تعطى … لئام الناس من رزق خبيث

وتمنع من له شرف وفضل … فقلت لها خذي أصل الحديث

رأت جل المكاسب من حرام … فجادت بالخبيث على الخبيث

وفي هذه السنة توفى الشيخ الإمام العالم العلامة زين الدين عمر بن المظفر بن الوردي المعرى الكندي، وكان من أعيان علماء الشافعية وله مصنفات كثيرة، منها "كتاب البهجة" وغير ذلك. وكان فريد عصره ووحيد دهره، وله نظم ونثر، .

قال الشيخ عماد الدين اسماعيل بن كثير في تاريخه أن الشيخ زين الدين بن الوردي دخل إلى الشام - وكان ضيق المعيشة، رث الهيئة، ردئ المنظر - فحضر إلى مجلس القاضي نجم الدين ابن صصرى من جملة الشهود، فاستخفت به الشهود وأجلسوه في طرف المجلس، فحضر في ذلك اليوم مبايعة مشتري ملك، فقال بعض الشهود: "أعطوا المعري يكتب هذه المبايعة". .. على سبيل الاستهزاء به. فقال الشيخ زين الدين: "أكتبه لكم نظما أو نثرا؟ ". .. فتزايد استهزاؤهم به فقالوا له: "بل اكتب لنا نظما". فاخذ ورقة وقلما وكتب فيها هذا النظم اللطيف، وهو:

باسم اله الخلق هذا ما اشترى … محمد بن يونس بن سنقرا

من مالك بن أحمد بن الأزرق … كلاهما قد عرفا من جلق

فباعه قطعة أرض واقعة … بكورة الغوطة وهي جامعة

بشجر مختلف الأجناس … والأرض في البيع مع الغراس

وذرع هذى الأرض بالذراع … عشرون في الطول بلا نزاع

وحدها من قبله ملك التقى … وجابر الرومي حد المشرق

ومن شمال ملك أولاد علي … والغرب ملك عامر بن جهبل

وهذه تعرف من قديم … بأنها قطعة بيت الرومي

بيعا صحيحا ماضيا شرعيا … ثم شراء قاطعا مرعيا

بثمن مبلغه من فضة … وازنة جيدة مبيضة

<<  <  ج: ص:  >  >>