للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما كان يوم الأربعاء ثامن صفر حضر إلى القاهرة أقبغا الطولوتمري المعروف باللكاش - وهو أخو الأمير بطا وكان قد أرسله إلى كشف الأخبار - فلما رجع أخبر بأن الملك الظاهر برقوق قد خرج من غزة وهو قاصد نحو الديار المصرية، فنادى الأمير بطا بالزينة، فزينت القاهرة ودقت البشائر السبعة أيام، ثم أن الأمير بطا أرسل بالإفراج عن جماعة من الأمراء قد كانوا بالسجن بثغر الاسكندرية ودمياط، وهم الأمير الطنبغا العثماني، والأمير عبدون العلائي، والأمير مامق.

ثم أن الأمير بطا قبض على الأمير حسام الدين ابن الكوراني، وإلى القاهرة، وضربه وسجنه وسبب ذلك أنه كان يكبس على مماليك الظاهر برقوق ويقبض عليهم من اصطبلات الحارات، فلما انتصر برقوق قال له الأمير بطا: "اقبض على مماليك منطاش كما كنت تقبض على خشداشيننا من الاصطبلات". .. فصار يختلع في ذلك، فقبض عليه الأمير بطا وضربه وسجنه، ثم استقر بالصارمى وإلى القاهرة عوضا عن ابن الكوراني … هذا كله قبل وصول الملك الظاهر برقوق.

فلما كان يوم الخميس تاسع صفر، حضر إلى القاهرة الأمير سودون الطيار وعلى يده مثالات شريفة إلى سائر الأمراء بالسلام، وأخبر الأمير سودون بأنه قد فارق السلطان في الصالحية، فخرج أكثر الناس إلى ملتقاه.

فلما كان يوم الثلاثاء وصل إلى بركة الحاج، فخرج إليه الناس قاطبة من الأمراء والعلماء وأعيان الناس وسائر الرعية من العوام وغيرهم، حتى طائفة الصيادين بشبكاتهم، وطائفة الجيوش ومعهم صنجق وطبل وهم يرقصون، وخرج إليه طائفة اليهود وطائفة النصارى وفي أيديهم الشموع والرايات

فلما كان يوم الأربعاء خامس عشر صفر، ودخل السلطان الملك الظاهر برقوق وطلع إلى القلعة، فكان له موكب عظيم، فشق من بين الترب، واليهود والنصارى قدامه بالشموع تشعل، وهو راكب والأمراء مشاة بين يديه، والخليفة المتوكل قدامه والقضاة الأربعة وشيخ الإسلام سراج الدين عمر البلقيني، وسائر الأمراء من الأكابر والأصاغر قدامه، وسائر الجند من شيخ وصبى وكان الملك المنصور أمير حاج راكبا عن يمينه وحملت القبة والطير على رأسه، ولعبوا قدامه بالغواشي الذهب، وانطلقت له النساء بالزغاريط.

فلما وصل إلى تربة طيبغا الطويل فرشت له الشقق الحرير. فلما وصل إلى أوائل الشقق ثنى عنان فرسه عن الشقق، وأشار إلى الملك المنصور أمير حاج بأن يمشي بفرسه على الشقق جبرا لقلبه … فدعا له الناس بالنصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>