للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السيفي اينال اليوسفي واستقر به أتابك العساكر عوضا عن تمربغا الأفضلي منطاش، وخلع على المقر السيفي كمشبغا الأشرفي المعروف بالخاصكي واستقر به أمير مجلس، وخلع على الأمير الطنبغا الجوباني واستقر به رأس نوبة النوب على عادته، وخلع على الأمير بطا الذي جرى منه ما تقدم ذكره واستقر به دوادارا كبيرا، وخلع على الأمير تكلمش العلائي واستقر به أمير أخور كبير، وخلع على الأمير تنجاص السودوني واستقر به حاجب الحجاب.

ثم رسم بالافراج عن المقر السيفي يلبغا الناصري الذي كان نائب حلب وخامر على السلطان، وجرى منه ما جرى، وكان سببا لزوال ملك الملك الظاهر برقوق كما تقدم. فلما عاد الملك الظاهر في هذه المرة زال ما كان بينه وبين يلبغا الناصري من العداوة ورسم بالإفراج عنه. فلما حضر خلع عليه واستقر به أمير سلاح. ولما نفى يلبغا الناصري كان أتابك العساكر، فلما رجع في هذه المرة استقر أمير سلاح.

ثم أن الملك الظاهر أفرج عن جماعة كثيرة من الأمراء ممن كانوا في السجن بثغر الاسكندرية. فلما حضروا خلع على الأمير الطنبغا الجوباني واستقر به نائب الشام، ثم خلع على الأمير قرا دمرداش الأحمدي واستقر به نائب طرابلس، وخلع على الأمير القلمطاوي واستقر به نائب حماه، وخلع على الأمير أرغون الغلماني واستقر به نائب ثغر الاسكندرية، وخلع على الأمير مقبل الرومي واستقر به أمير خازندار. وأنعم على جماعة كثيرة من الأمراء بتقادم ألوف وامريات أربعين وامريات عشرة. واستقامت أموره في السلطنة أعظم من المرة الأولى. ثم بعد ذلك خلع على جماعة من أرباب الدولة من المباشرين فخلع على القاضي علاء الدين الكركي العامري واستقر به كاتب السر الشريف بالديار المصرية، وخلع على القاضي موفق الدين أبي الفرج واستقر به ناظر الجيوش المنصورة ووزير الديار المصرية على عادته، وخلع على القاضي كريم الدين بن عبد العزيز واستقر به ناظر الخواص الشريفة وخلع على الأمير قرقماس الطشتمري واستقر به استادار العالية … فثبت قواعد دولته، وأجرى كل أحد على عادته، فكان أحق بقول القائل:

تاب الزمان إليك مما قد جنى … والله يأمر بالمتاب ويقبل

إن كان ماض من زمانك قد مضى … باساءة قد سرك المستقبل

هذا بذاك فشفع الثاني الذي … أرضاك فيما قد جناه الأول

<<  <  ج: ص:  >  >>