للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن الأخذ … فصار السلطان يعطى النفقة من يده للمماليك، فأخذوا النفقة على كره منهم، ثم أن السلطان بعث النفقة للأمراء المقدمين وغيرهم.

فلما كان يوم الأحد سابع ربيع الآخر برزت خيام السلطان إلى الريدانية.

فلما كان يوم الخميس عاشر ربيع الآخر رتب السلطان الطلب ونزل من القلعة، فجد الطلب من باب الميدان الذي تحت القلعة، وصار السلطان يرتب الطلب بنفسه ويسوق في الرميلة ذهابا وايابا حتى انتهى الطلب إلى آخره، وكان ما اشتمل عليه الطلب مائتي فرس ملبسة بركستوانات حرير ومخمل ملون وكجاوتين زركش. فلما تكامل خروج الطلب، خرج بعده السلطان والقان أحمد ابن أويس صحبته، والخليفة محمد المتوكل، والقضاة الأربعة وسائر الأمراء من كبير وصغير ثم أن السلطان رسم للعسكر بأن يخرجوا وهم لابسون آلة الحرب.

وقد قيل لما تجهز السلطان للسفر طلب تجار الكارم، فحضر المحلى والخروبي وابن مسلم، فاستقرض السلطان منهم مائتي ألف دينار وكتب عليه بذلك مسطورا، وضمن فيه الأمير محمود الاستادار.

وسار السلطان في ذلك الموكب العظيم حتى وصل إلى الريدانية، فنزل بالمخيم الشريف. ولما نزل من القلعة توجه إلى الريدانية من بين الترب، فلما خرج طلب السلطان ترادفت من بعده أطلاب الأمراء في الخروج، فما زالوا يتسحبون إلى الظهر حتى انتهوا عن آخرهم، فلما استقر السلطان بالمخيم الشريف قبض هناك على الصاحب سعد الدين بن البقري وعلى ولده القاضي تاج الدين ثم أن السلطان خلع على الجناب الناصري محمد بن رجب بن كلبك واستقر به وزيرا عوضا عن سعد الدين بن البقري، ثم أن السلطان رحل من الريدانية، وصحبته القان أحمد بن أويس وسائر الأمراء، وجد في السير حتى وصل إلى دمشق في يوم الاثنين ثاني عشرى ربيع الآخر. فلما دخلها نزل بالقصر الأبلق الذي في الميدان، وحكم بين الناس، وأقام بالشام أياما ثم رحل منها وتوجه إلى حلب.

فلما أقام بحلب حضر إليه قاصد من عند ابن عثمان وعلى يده مطالعات مضمونها أن يكون هو والسلطان عونة واحدة على دفع العدو الباغي تمرلنك، فأجابه السلطان إلى ذلك ورد له الجواب عن ذلك بما يطيب به خاطره.

ثم حضر إليه قاصد طقتمش خان صاحب بسطام وعلى يده مطالعات تتضمن ما قاله ابن عثمان، فأجابه السلطان كما أجاب ابن عثمان.

فلما أقام السلطان بحلب بلغه أن جاليش عسكر تمرلنك قد وصل إلى البيرة، فصار جماعة من عسكر السلطان يعدون تحت الليل من الفرات ويكبسون عليهم، فغنموا من

<<  <  ج: ص:  >  >>