للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمير شيخ الصفوي، وخلع على الأمير نوروز الحافظي واستقر به أمير أخور كبير، وخلع على الأمير بيبرس قريب السلطان واستقر به دوادار كبير … فلبس هؤلاء الأمراء كلهم في يوم واحد. وأنعم السلطان على مملوكه على باي بتقدمة ألف، وأنعم على الأمير يشسك الشعباني بتقدمة ألف، وأنعم على جماعة بامريات أربعين وامريات عشرة.

وفيها خلع السلطان على الأمير بيقجاه طيفور الشرفي واستقر به نائب غزة عوضا عن الأمير أحمد ابن الشيخ علي، ونقل الأمير أحمد بن الشيخ علي إلى نيابة صفد، ونقل نائب صفد إلى نيابة طرابلس.

وفيها أرسل السلطان خلف القاضي جمال الدين الملطي من حلب، فلما حضر الملطي خلع عليه واستقر به قاضي القضاة الحنفية بالديار المصرية عوضا عن القاضي شمس الدين الطرابلسي الحنفي بحكم وفاته، ثم بعد مدة عمل السلطان الموكب وخلع على مملوكه على باي - ويدعى الماياي - واستقر به رأس نوبة النوب.

ومن الحوادث في هذه السنة أن السلطان تغير خاطره على الأمير علاء الدين بن الطبلاوي وإلى القاهرة، فقبض عليه وعلى أخيه وابن عمه وجميع أصحابه وحاشيته وغلمانه وأودعهم في الترسيم بالقلعة. فلما كان يوم السبت طلع جماعة من العوام إلى الرميلة ومعهم مصاحف وأعلام فوقفوا واستغاثوا فأرسل إليهم السلطان وجاقا، وقال لهم: "ما شأنكم؟ ". ..

فقالوا: "نسأل السلطان في أن يفرج عن الأمير علاء الدين بن الطبلاوي الوالي". .. فلما سمع السلطان ذلك حنق على العوام، وأرسل إليهم جماعة من المماليك فشتتوهم من الرميلة.

واستمر علاء الدين بن الطبلاوي في الترسيم، ثم قال: "إن لي كلاما سرا ما أقوله إلا في أذن السلطان". .. فلم يوافق السلطان على ذلك. ورسم للأمير يلبغا الأحمدي الاستادار بأن يتسلم ابن الطبلاوي ويستخلص منه الأموال. فلما أراد أن ينزل به من القلعة قعد ابن الطبلاوي على باب الزردخانة وأخرج من وسطه خنجرا صغيرا وشق به بطن نفسه، فأمسك الناس يده فلم يؤثر فيه ذلك، فلما بلغ السلطان هذه الواقعة تحقق أن ابن الطبلاوي ما كان يريد القرب من السلطان إلا ليضربه بذلك الخنجر، فاشتد عليه غضبه وأمر يلبغا الأحمدي بأن يعاقبه، فنزل به إلى بيته وعاقبه وعصره بالمعاصير في أكعابه، وسقاه الجير بالملح، وضربه بالكسارات، وأذاقه ما كان يفعله بالناس.

وقد قيل في المعنى:

جرع كأسا كان يسقى بها … والمرء مجزى بأعماله

فظهر له من المال في مكان ستون ألف دينار، وفي مكان عشرون ألف دينار. ثم أن يلبغا الأحمدي احتاط على موجوده جميعه فباعوه بمائة ألف دينار، فلم يكتفوا بذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>