معالمه في دولة الملك الظاهر جقمق، وكان من جملة المفترجات القديمة بمصر فهدمه الناصري محمد بن اينال قريب الملك الظاهر جقمق.
وللملك المؤيد آثار كثيرة غير ذلك بمصر والشام.
وكانت دولته ثابتة القواعد، وصير الذئب والغنم يمشيان في صعيد واحد.
فأما قضاته الشافعية فالقاضي جلال الدين بن سراج الدين البلقيني الشافعي، والقاضي ولي الدين العراقي الشافعي. وأما قضاته الحنفية فالقاضي بدر الدين محمود العيني الحنفي، والقاضي التفهني، والقاضي صدر الدين بن العديم الحنفي. وأما قضاته المالكية فالقاضي نصر الدين بن التونسي المالكي، وأما قضاته الحنابلة فالقاضي علاء الدين ابن مغلى الحنبلي.
وأما من توفى في أيامه من الأعيان فقاضي القضاة جلال الدين بن سراج الدين البلقيني الشافعي. قيل أنه توفي بمنزلة الصالحية عند عود الملك المؤيد من البلاد الشامية، فلما توفى جلال الدين في الصالحية ودخل السلطان إلى الديار المصرية اشتوروا فيمن يولونه قاضيا عوضا عن جلال الدين، فأخبروا السلطان بذكر ابنه تاج الدين وأخيه علم الدين صالح، فلما بلغ الشيخ شهاب الدين بن حجر ذلك أنشد يقول:
مات جلال الدين قالوا ابنه … يخلفه أو فالأخ الكاشح
فقلت تاج الدين لا لائق … بمنصب الحكم ولا صالح
ثم وقع الاختيار على تولية الشيخ ولي الدين العراقي فولى عوضا عن جلال الدين البلقيني.
وتوفي في أيام المؤيد من الأعيان الشيخ شمس الدين البناني وكان من كبار الحنفية، وتوفى الشيخ مجد الدين الفيروز ابادي صاحب القاموس، وتوفى الشيخ خلف التحريري وكان من كبار المالكية، وتوفى الشيخ جمال الدين بن ظهيرة قاضي القضاة الشافعية بمكة، وتوفى الشيخ برهان الدين بن رفاعة الدمشقي وكان من أعيان دمشق وله شعر جيد، وتوفى ابن هشام العجمي، وتوفى القاضي ناصر الدين بن البارزي الجهني الشافعي كاتب السر الشريف بالديار المصرية، وتوفى الشيخ عز الدين الموصلي صاحب شرح البديعية، وتوفى الشيخ جمال الدين بن خطيب داريا وكان من فحول الشعراء، وتوفى الشيخ علاء الدين بن أينبك الدمشقي وكان من فحول الشعراء، وتوفى في أيامه جماعة كثيرة من الأعيان.
ولما توفى الملك المؤيد شيخ تولى من بعده ابنه الملك المظفر.