للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جماعة من الأمراء المؤيدية مقدمي ألوف، وجماعة منهم أمراء طبلخانات، وجماعة منهم أمراء عشراوات. ثم أنه فرق الاقطاعات السنية على المماليك المؤيدية.

ثم جاءت الأخبار من البلاد الشامية بأن جقمق الأرغوني نائب الشام قد خامر وخرج عن الطاعة، وكذلك يشبك المؤيدي نائب حلب قد خامر أيضا وخرج عن الطاعة، وكذلك بقية النواب قد خامروا وخرجوا عن الطاعة، وكان الأتابكي الطنبغا القرشي لما توجه إلى الشام بسبب عصيان النواب أوقع معهم بمن معه من الأمراء فهربوا إلى نحو صرخد.

ثم أن الأتابكي الطنبغا لما توجه إلى صرخد جمع العربان والعشير ورجع إلى دمشق وأوقع مع نائب الشام جقمق فانكسر جقمق منه وهرب إلى نحو حلب، فملك الأتابكي الطنبغا دمشق وقلعتها. فلما بلغه وفاة الملك المؤيد وسلطنة ابنه أظهر العصيان وخرج عن الطاعة، وأقام بدمشق وحصنها ونصب على سورها المكاحل بالمدافع، والتفت عليه العربان والعشير، فلما بلغ الأمراء ذلك خلعوا على ططر واستقروا به أتابكي العسكر عوضا عن الطنبغا القرشي.

ثم اتفق الحال على أن الأتابكي ططر يأخذ السلطان معه في محفة ويتوجه هو والعسكر إلى دمشق بسبب الطنبغا القرشي والنواب، فخرج ططر من القاهرة وصحبته الملك المظفر أحمد في محفة، والمرضعة معه، وخرج من مصر وسائر الأمراء والعسكر، وكانت خوند سعادات صحبة ابنها في المحفة لما خرج إلى الشام حتى تأمن عليه من القتل.

وكانت خوند سعادات لما انقضت عدتها مشت الأمراء بينها وبين ططر بأن يتزوج بها. فلما خرج ابنها إلى الشام خرجت معه، فلما وصلوا به إلى الشام ألقى الله تعالى الرعب في قلب الطنبغا القرشي وجقمق نائب الشام، فلما دخل الملك المظفر إلى الشام حضر إليه الطنبغا القرشي وفي رقبته منديل فباس الأرض قدام الملك المظفر وهو في المحفة. فلما وقعت عليه عين الأتابكي ططر قبض عليه وسجنه بقلعة دمشق، ثم قبض على جقمق نائب الشام وسجنه بقلعة دمشق أيضا. ثم أنه أمر بخنقه وبخنق الطنبغا القرشي فخنقا تحت الليل، ثم قبض على جماعة من النواب وقتلهم.

وأخذ في أسباب القبض على جماعة من الأمراء المؤيدية، فاحتال عليهم وأظهر أنه قد مرض وأقام بقلعة دمشق. ولما بلغ الأمراء ذلك طلعوا يسلمون عليه ودخلوا عليه، فقبض على جماعة منهم حتى قيل قبض في يوم واحد على أربعين أميرا من الأمراء المؤيدية وحبسهم بقلعة دمشق، ثم قبض على جماعة من المماليك المؤيدية نحو ثلثمائة مملوك وحبسهم بقلعة دمشق. فعند ذلك صفا لططر الوقت، والتفت عليه خشداشينه القاهرية،

<<  <  ج: ص:  >  >>