للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحضرت له خلعة السلطنة فلبسها من باب السلسلة، وركب فرس النوبة، وحمل القبة والطير على رأسه المقر السيفي قرقماس الشعباني أمير سلاح، وقد تقدم أنه حضر مع العسكر الذين كانوا في التجريدة.

فلما ركب من المقعد وطلع من باب سر القصر الكبير جلس على سرير الملك ونودى باسمه في القاهرة، وضج الناس له بالدعاء، ودقت له البشائر في ذلك اليوم بالقلعة، وفرح غالب الناس بتوليته لكونه كان رجلا دينا خيرا قليل الأذى.

وكان أصل الملك الظاهر جقمق جركسي الجنس، جلبه الخواجا كزل فاشتراه منه العلائي علي بن الأتابكي اينال اليوسفي وقدمه إلى الملك الظاهر برقوق فصار من جملة المماليك السلطانية، ثم بقي خاصكيا، ثم بقى ساقيا، ثم أمسك وحبس في دولة الملك الناصر فرج، ثم أطلق وصار أمير طبلخاناه خازندار في دولة الملك المؤيد شيخ، ثم مقدم ألف في دولة الملك الظاهر ططر. ثم بقي حاجب الحجاب في دولة الملك الأشرف برسباي، ثم بقي أمير آخور كبير، ثم بقي أمير سلاح، بقي أتابك العساكر … كل ذلك في دولة الملك الأشرف برسباي. فلما مات الأشرف وتولى ابنه العزيز يوسف بقي جقمق نظام المملكة ومشيرها، فبقي مع المماليك الأشرفية في غاية الضنك، وأقام على ذلك مدة يسيرة، ثم تعصب له جماعة من الأمراء المؤيدية والناصرية وخلعوا الملك العزيز من السلطنة وولوا جقمق.

فلما جلس على سرير الملك وتم أمره في السلطنة وباس له الأمراء الأرض قبض في ذلك اليوم على الأمير جوهر الزمام اللالا وسجنه في البرج بالقلعة. ثم قرر في وظيفة الزمامية فيروز الساقي، ثم توفي جوهر اللالا في أثناء ذلك من الرجفة، ثم عمل الموكب في القصر الكبير وخلع على من يذكر من الأمراء وهم: المقر السيفي قرقماس الشعباني واستقر به أتابك العساكر بمصر عوضا عن نفسه وقرره في اقطاعه وهو نظام المملكة وزاد عليه امرية أربعين بدمشق، وخلع على المقر السيفي أقبغا التمرازي واستقر به أمير سلاح عوضا عن قرقماس الشعباني، وخلع على المقر السيفي يشبك السودوني واستقر به أمير مجلس عوضا عن أقبغا التمرازي، وخلع على المقر السيفي تمراز القرمشي واستقر به أمير آخور كبير عوضا عن الأمير جانم الأشرفي، وخلع على المقر السيفي قراقجا الحسنى واستقر به رأس نوبة النوب عوضا عن تمراز القرمشي، وخلع على المقر السيفي تغرى بردى البلكمشي - الشهير بالمؤذى - واستقر به حاجب الحجاب عوضا عن يشبك السودوني، وأقر المقر السيفي أركماس الظاهري دوادارا كبيرا على عادته كما كان في دولة الملك الأشرف برسباي … فهذا كان ترتيب الأمراء المقدمين أرباب الوظائف في

<<  <  ج: ص:  >  >>