للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما خلع السلطان على الشيخ عز الدين الكناني ابن قاضي القضاة برهان الدين، ابن قاضي القضاة مجد الدين بن نصر الله، وقرر في قضاء الحنابلة بمصر عوضا عن قاضي القضاة بدر الدين البغدادي بحكم وفاته.

وفيه جاءت الأخبار بقتل سونجبغا اليونسي، وتغرى بردى القلاوي، وكان كاشف الوجه القبلي، وكان قرر في الوزارة في أواخر دولة الظاهر جقمق. أخذ الوزارة عن أمين الدين بن الهيصم، وكان فرج بن النحال ناظر الدولة يومئذ، وكان أصله من مماليك الظاهر جقمق، فتوجه سونجبغا للقبض عليه فتخانقا وهما على الخيل، فقتل كل منهما صاحبه بالخناجر، فماتا معا في يوم واحد، وكان سونجبغا من مماليك الناصر فرج بن برقوق، وكان من جملة أمراء الطبلخانات، وسافر أمير الحاج غير مرة، وكان لا بأس به.

وفيه أنعم السلطان على برسباي المؤيدي باقطاع تغرى بردى القلاوي، وقرر بلباي الاينالي في امرية سونجبغا.

وفيه توفى الشيخ محب الدين أبو القاسم محمد النويري المالكي، وكان من أعيان علماء المالكية، وكان ذكر للقضاء غير ما مرة ولم يتم له ذلك. ومولده سنة احدى وثمانمائة.

وفيه قرر في تقدمة المماليك الطواشي لؤلؤ الرومي الأشرفي وصرف عنها مرجان العادلي.

وفيه قرر في كشف الوجه القبلي قراجا العمري عوضا عن القلاوي.

وفيه توفي الشيخ عز الدين التكروري المالكي وكان عالما فاضلا أديبا بارعا، وكان له خط جيد وشعر رقيق. وكان مولده سنة احدى وستين وسبعمائة.

وفيه قدم القاضي محب الدين بن الشحنة إلى القاهرة من غير طلب، فأراد السلطان أن يرده إلى حلب، فأوعد بمال، فأذن له بالدخول إلى مصر فدخل على كره من الجمالي يوسف ناظر الخاص.

وفيه توفى الأمير قانصوه النوروزي، وكان من أعيان الرماة بالنشاب، مشهورا بالفروسية بين الأتراك.

*****

وفي جمادي الآخرة توفى الامير دولات باي المحمودي المؤيدي، أمير دوادار كبير كان. وكان أصله من مماليك المؤيد شيخ، وكان حج في تلك السنة. فلما عاد قبض عليه الملك المنصور وبعث به إلى السجن بثغر الاسكندرية، فلما تسلطن الأشرف اينال رسم بالافراج عنه، فحضر إلى القاهرة وقرر في تقدمة ألف، فأقام مدة يسيرة وتوفي. وكان

<<  <  ج: ص:  >  >>