للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه حملت نفقات الأمراء إليهم على جاري العادة.

وفيه رسم السلطان بتوسيط شخص من مماليك القاضي عبد الباسط يقال له لبان، فوسطه - ومعه اثنان من أصحابه - وسبب ذلك أنهم كانوا يحضرون عندهم بنات الحظ، فإذا بتن عندهم يقتلونهن ويأخذون ما عليهن من القماش، ففعلوا ذلك غير مرة حتى غمز عليهم فأشهروهم في القاهرة وقدامهم أقفاص حمالين فيها عظام الأموات التي كانوا يقتلونها من النساء، وكان لهم يوم مشهود.

وفيه قرر في قضاء الشافعية بحلب القاضي تاج الدين عبد الوهاب وصرف عنها الزهري.

وفيه عقد السلطان لولده المقر الشهابي أحمد على بنت الأمير دولات باي الدوادار الكبير:

وفي جمادي الأولى توفى الشيخ سراج الدين عمر التباني الحنفي. وكان عارفا بفن علم الرمل، وله في ذلك يد طائلة (١)، وكان من خواص المؤيد شيخ، وكان رئيسا حشما وله شهرة زائدة.

وفيه قبض السلطان على قراجا الخازندار، وكان من المقدمين الألوف، ورسم باخراجه إلى القدس بطالا، ولم يكن له ذنب غير أنه أخذوا منه التقدمة وقرروا فيها جانم الأشرفي.

وفيه قرئ تقليد السلطان بالقصر على العادة، وحضر الخليفة والقضاة الأربعة، فلما انتهى المجلس خلع السلطان على الخليفة والقضاة ونزلوا إلى بيوتهم.

وفيه توفى قاضي القضاة الحنبلي بدر الدين عبد المنعم بن محمد بن عبد المنعم البغدادي، وكان عالما فاضلا معظما عند الناس وأرباب الدولة وله حرمة وافرة، ومولده سنة احدى وثمانمائة. وكان أعور باحدى عينيه ولكنه كان من أعيان علماء الحنابلة من أهل الفضل.

وقد قال فيه بعض الشعراء يداعيه:

ورب أعمى قال في مجلس … يا قوم ما أصعب فقد البصر

أجابه الأعور من خلفه … عندي من دعواك نصف الخبر


(١) - تأمل!

<<  <  ج: ص:  >  >>